• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : و...لعطرهم في النَّفس حَضرَة .
                          • الكاتب : د . سمر مطير البستنجي .

و...لعطرهم في النَّفس حَضرَة

لا ثراء هذا المساء لا سلام..!
فــ نديمنا كأس من اللاوعي خاثر
حيث لامقاعد أهدتها لنا السماء ،لا ولا سلالم أهدانا إياها العُروج.
أمِن رقيق الليل قد انسلخنا ، أم من نسل شهريارَ حرّاس المنام...؟! 
 
عاقر اللذّات هذا الليل صاخب .. يَستولد القلق من فِكرة عمياء، قد أثقلهُ التنجيم وَوحيُ الخطاب.. فكأن القمر في كفّيه نار ، وكأن الشهب على شطّيه ماء...
و...عطاشى تظلّ خيول الليل في مَدّه ..وقت أغراها  بقواريرَ من كرى وهَدهدها بحبّاتٍ من سُهاد.
 
الفجر طريّ الإهاب ...!
يُراود اللازورد عن عرشه..يُقبّل وجه الأرض بلباقة ، يوقِظُ بحكمته صبايا الكروم والنوّار..لتعتصر الفجر بنفسجا وعطرا لا يقبلُ الكساد، ولا ينحاز للهَباء ..ولا يحتملُ  
 التلاشي؛ كأغنية فيروزيّة تعزف الفجر على نايٍ من فراغ .. ثم ترحل سريعا قبل تمام الندى.
 
الصبح باسط كفيّه ساحر...!
والأرض طازجة الأنوثة ،عارية في مدى ضُحاه، تقرأ على الورد تعاويذ الحرائق ...والقرنفلات حائرات الخُطى ، تبحث عن  بقايا ظلٍ من فتوى الرَّخاء.
 
متناثرة ببعضهم متبعثرة مع كلّهم أنا..!
متسكّعة في غيهبٍ مُريب...بين هذا وذاك وأنا وذكراهم..وهم.
 
متفرّق أجمَعي بكّاء...
 قد تأخّرتْ قُبّراتُ أحلامي عن صلاة الشروق ، وأسالَ العمر ريق الحلم على خارطة الاحتمالات ..فجفّ قبل أن يتماثل للوصول .
متخثّر في إثري دم الربيع متعفّن جرح الياسمين ..فأنّى لي بعمر كالورد منذ عطورٍ قد تَضوّع..وأنّى لي بوقتٍ من قاموس " ألم نكن" قد كان...
فالصبح جرح قد غدا، والمساء ملح قد بدا...وأنا ما بينهما – رغماً - أتكرر..وجِلدي أضيق من أن يستوعبني مرّتين.
 
فـــ هل أنشقُّ عن فَلقي لأبقى..وهل أتخلّى عن عَبقي لأحظى.. أم هل أُغتال من قلقي لأشقى...؟!
فَقـدُّ الانتظار أعياهُ الخريف...
وورقُ الصَّبر أرهقهُ الحَفيف
فأنّى لي بعمر كربيع الورد منذ عطورٍ قد تَضوّع
فــ لعطرِهم  في الروح حَظوة
ولعطرهم  في النَّفس حَضرَة
فكأنما هو بعثُ ماءٍ صلّى فرضَهُ في أجزائي حياة..
كأنّما هو بعثُ ماءٍ صلّى فرضَهُ فيَّ حياة..

كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : د. سمر مطير البستنجي ، في 2014/09/21 .

لا يكمن الخوف بانسلاخها جسدياً..
ولكن يكمن بانسلاخها أثيريا..
وهذا ما يسمى بموت الحسّ والحواس.
وعموما....نبقى الكائنات المسيّرة قَسرا الى اللاوجهة .

أخي"المجروح":
في حضورك إثراء للنصّ..
فــ شكرا لآخر حدود الشكر.

• (2) - كتب : المجروح ، في 2014/09/21 .

لا يمكن للروح ان تنسلخ عن الجسد حتى لو ذبحناها



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=50940
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15