أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية بلايين الدولارات، في الاستعداد لمواجهة هجوم إرهابي ينفذ بواسطة سلاح نووي أو بيولوجي أو كيماوي، لكن كما ذكَّرَنا موقع ديلي بيست، تمت هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) ٢٠٠١ الإرهابية، بواسطة معدات بسيطة لم يتطلب تجهيزها أموالاً طائلة.
يقول ديلي بيست: "في ذلك الوقت، علمنا أن إرهابيي القاعدة يضمرون نوايا سيئة للولايات المتحدة، وقد أضروا ببعض الأمريكيين. وقبل سنوات من إعلانهم الحرب على " الصليبيين واليهود"، أرسلت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) مذكرة إلى الرئيس جورج بوش بشأن الخطر العام الذي يمثله أولئك الإرهابيون داخل أراضي الولايات المتحدة. لكن حتى تاريخ العاشر من سبتمبر (أيلول) لعام ٢٠٠١، لم يكن لدى وكالات استخباراتنا أية معلومات حول تهديد محدد موجَّه نحو أمريكا. وذلك لا يعني أنه لم يكن هناك تهديد، بل لم نكن على دراية به".
تكرار التطمينات
ويقول كاتب تقرير ديلي بيست، كريستوفر ديكي: "قبل يومين، أي بتاريخ ١٠ سبتمبر( أيلول) ٢٠١٤، استمعت إلى رئيس جهاز استخباراتنا، وهو يقول لمستمعيه من النخبة الأمريكية في مجلس العلاقات الخارجية: "في الوقت الحالي، لا تتوفر لدينا معلومات موثوقة بأن داعش يخطط لمهاجمة أراضي الولايات المتحدة". حسناً، ألا يبدو هذا الكلام مألوفاً؟ وبالفعل ترددت أصداء كلماته مرة ثانية، بعد ساعات قليلة، على لسان الرئيس باراك أوباما "في حين لم نكشف عن مؤامرة محددة ضد أراضينا، فقد هدَّد زعماء داعش أمريكا وحلفاءنا".
ولكن يتساءل كاتب المقال في ديلي بيست "هل كان داعش يمازحنا عندما قطع رأسي صحافيين أمريكيين؟".
ادعاءات سابقة
ويمضي ديلي بيست في تحليل خطاب أوباما الأخير، ويقول: "اليوم يعدنا الرئيس بتدمير داعش وتجريده من قوته". لكن الولايات المتحدة ادعت الانتصار في حروبها ضد الإرهابيين منذ أكثر من اثني عشر عاماً، وبينما تم القضاء على تنظيمات قديمة، تضاعف عدد تنظيمات إرهابية جديدة. إذن كيف لنا أن نفسر ذلك، بعد إنفاق المليارات وإزهاق أرواح الآلاف؟".
أربعة إخفاقات
يشير موقع ديلي بيست لتقرير لجنة هجمات 9/11 /2001، والذي "كشف عن أربعة أنواع من الإخفاقات: في مجالات الأوهام، والسياسة، والقدرات، والإدارة". وقد جاءت الأوهام على رأس قائمة الإخفاقات. إذ لم تكن إدارتا كلينتون وبوش قادرتين على تصور قيام عدو لا يشكل دولة، وقتلة لا يحملون حتى بنادق، بشن هجوم مباغت على التراب الأميركي".
ذات الأوهام
ويقول ديلي بيست: "وفي العام الجاري، لم يكن بمقدور إدارة أوباما أن تتخيل أن يتمكن تنظيم، سبق هزيمته تقريباً في العراق، من إعادة التموضع داخل سوريا المنكوبة بحرب أهلية، ومن ثم يعيد تجميع صفوفه ويغزو، في خلال أشهر قليلة، مساحات عريضة من الأراضي، ويتجه مرة ثانية نحو العراق ويستولي على الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد. ومع ذلك التحرك، سقطت ترسانة أمريكية بأيدي إرهابيي داعش بعدما تخلى عنها جنود هربوا من ساحة المعركة".
ويختم ديلي بيست عرض رأيه في السياسة الأمريكية في محاربة داعش بالقول: "لا بد من فهم كيفية تفكير هؤلاء الإرهابيين، الذين لا يولون اهتماماً للخسائر البشرية، ولا المادية، وكل همهم قتل أكبر عدد ممكن من الضحايا. لا بد من القضاء على هذا" السرطان" وفق تعبير أوباما، من تبني استراتيجية متكاملة تتضافر عدة جهات اقليمية في تنفيذها".
|