وقف امين سر شعبة لحزب البعث العربي الاشتراكي(عبد الرضا كَشيش) أمام المجاميع النسوية والمتدربين من الجيش الشعبي وهو يثرم هتافات عفلق برؤوسهم الخاوية:
- رفاقنا ورفيقاتنا...التحديات التي تواجه البعث والقائد ...والعراق كبيرة جدا،من كان يشد على بطنه حزام واحد عليه ان يشد عشرين حزام ونطاق واذا( جاب جرغد حبوبته فهاي من الزينات)،كل واحد منكم ايها الرفاق يعادل الف جندي تافه من الاعداء،عليكم أن تثقوا بانفسكم لانكم ابناء الحزب والثورة...الحزب الذي قاد المسيرة،والثورة التي فجّرها الرفيق المناضل المهيب الركن حفظه الله ورعاه منذ ان كان طالباً في جامعة العوجة الالكترونية!!.
رفع احد الواقفين في مجموعة المسلحين الزيتونيين يده وهو يصيح: هاهاهاهاه...،تصور الرفيق (عبدالرضا كَشيش) انه سيقلب الساحة على البطانة بهوسات شعبية تزيد من حماسة الجمع الصافن أمامه،تفضل رفيقي...
- رفيقي...اني عندي نقص بالراتب 750 فلس!!!
عبد الرضا كَشيش يملك حس الدعابة فقال بصوت مسموع:
-مدري ابجي اعله موزمبيق ...مدري ابجي اعله (.....!!) أمي.
ضحك الجميع وتفرقوا.
لم يكتف الصديق (نصير السلام) بهذا البيت،ذهب الى الرفيق عبد الرضا وقال له:
- رفيقي بروح ابوك شني قصة موزمبيق؟
قال له الرفيق عبد الرضا كَشيش:- حضر مجموعة من شعراء (....) في محافظة ذي قار الى امين سر فرع الحزب وطالبوا باقامة مهرجان شعر شعبي،فقال لهم ان حزب البعث العربي الاشتراكي حزب قومي عربي لايشجّع اللهجات العامية بل يريد أن تنتشر اللغة العربية مثل النار في الهشيم،قالوا لهم انهم يريدون اقامة المهرجان من اجل الحزب والثورة فقال لهم(ماطول هيجي رفاقنة....فالحزب يرضه... على شرط ان نعطيكم المواضيع وانتوا تكتبون وحتى التوزيع يكون عادل راح نسوّيلكم.... قرعة).
مثل اي (لبّاخ)،وقف جميع الشعراء الشعبيين هناك في انتظار مواضيع الكتابة،بعض الشعراء خرجت له،القضية الفلسطينية،ثورة كوبا، دول عدم الانحياز،العمل الشعبي،مساندة الشعب النيجيري،مساندة قضايا التحرر العربي،الدفاع عن مكتسبات المرحلة الراهنة،وحده الشاعر( طرّيش آل شليل) ظهرت له قضية نضال موزمبيق الثائر!!.
إبتدأ المهرجان الشعري في القضاء الذي يشتهر بالشعر الشعبي،قال لهم الرفيق عبد الرضا كَشيّش ان القراءات يجب ان تكون تحت نظر القيادة،لهذا سوف يتم اجراء القرعة واختيار من يمتطي صهوة المنصة ويغرّد اولاً،من سوء حظ الجمهور ان القرعة أخرجت الشاعر(طريّش آل شليّل) ليكون فارس القصيدة الاول في المهرجان،غرّد عريف الحفل :
- والان ايها الحفل الكريم لنتعرف على نضال جوهرة أفريقيا..العرق الاسود الذي يتصبب فوق جبين الكادحين...البلاد التي تنجب المناضلين السود في البلاد التي ثمارها من ذهب...مع الصوت العراقي الهادر..صوت القضية العراقية...صوت النضال العراقي الخارج من جنوب النضال...مع شاعر البعث في(.....) وهو يتكلم عن نضال موزمبيق...مع الشاعر الكبير (طريّش آل شليّل).
طريّش لم يسمع بموزمبيق في حياته،لايملك اي فكرة عن هذه الموزمبيق لا من قريب ولامن بعير،اقصى مكان ذهب اليه طريّش هو قلعة سكر،وقف أمام الجمهور المتعطش الى الحسجة والصورة الشعرية،طريّش بدأ القراءة ببيتين من الشعر ونزل من المنصة بعد ان قاطعه الجميع بالتصفيق والضحك عليه وعلى امين سر الشعبة:
طريّش آل شليّل قال بعد ان سلّم على الجميع:
مدري ابجي اعله موزمبيق....مدري ابجي اعله (.....) أمي
ابوية استشهد بتشرين وعمّي يفتر اعله أمي!!