ترددت في أن أكتب قصيدة عن مجزرة سبايكر لأن الكلمات تخجل ويندى جبينها وهي تصف الخسة والنذالة والانحطاط الذي يمكن أن يصل إليه الإنسان في تعامله الوحشي مع أخيه الإنسان الذي يشاركه نفس الوطن ولكن لا إرادة لي في الشعر فهو يفرض نفسه:
تكلمي أيتها الصحراءْ..
أين اختفى أبناؤنا
إخواننا
في جوفك المملوء بالدماءْ..
تكلمي
فمالنا سواك من رجاءْ..
فالمجرمون حفنة ساقطةٌ
يلفها الخفاءْ..
وساسة البلاد مشغولون في شؤونهم
آذانهم صماءْ..
ماكان للغريب أن يجول فوق أرضكِ
لولا جهود البدو من سكانكِ
جيرانكِ
تعاونوا في الشر والبغضاءْ..
حقد أبي سفيان في تكوينهم
يدفعهم دوماً لأن يكرروا
مأساة كربلاءْ..
فلتسألي سكانكِ
جيرانكِ
ألن يتوبوا مرة
ويكتفوا من سيرة العارِ
ومن مواقف تفتقد الذكاءْ..
مواقفٍ عاريةٍ
لأنها تخلو من الحياءْ..
ليس بها رجولةٌ
ولابقايا شرفٍ
أو عطر كبرياءْ..
تكلمي أيتها الصحراءْ..
فالصمت قد مزقنا أشلاءْ..
سنأخذ الثأر ولو مؤجلاً
نقتصُ من سلالة الشيطان والبغاءْ..
لكن ما نريده الآن احترامُ الموتِ والموتى
كما قرره أجدادنا في عـُـرفهمْ
حتى مع الأعداءْ..
نريد أن ندفن موتانا
وأن نرثيهمْ
وننصب العزاءْ..
قولي لهم بأن يكونوا عرباً
إن صدقوا
أو يعلنوا بأنهم حثالة اليهودِ
في أصلـهــِــمُ
فالله والإسلامُ من أفعالهم براءْ..
1 أيلول 2014 |