• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الوطنية!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الوطنية!!

بعيدا عن النظريات والكتابات الإنشائية علينا أن ننظر إلى الوطنية بعيون العالم المتقدم , ونستبدّل نظاراتنا المشوهة التي غطت عيوننا على مدى قرن أو أكثر.
 
 فالوطنية أن تربي أطفالك وتوفر لهم ما تستطيع من أسباب التقدم والنجاح , وتتحمل مسؤولية عائلتك وتفعل ما بوسعك من أجل أن تحقق الظروف اللازمة لتطورها النفسي والعقلي والبدني والإجتماعي.
 
والوطنية أن تبتسم لأخيك وتساهم في إشاعة المحبة والسلامة والأمان.
وتحترم رأي الإنسان , وتفخر به لأنه يمتلك رأيا وفكرا وقدرة على التفاعل الجديد مع الحياة , وتعلي من شأنه وتساهم في إبرازه وصناعة مستقبله , الذي يحقق قوة وطنية مضافة ومؤثرة في مسيرة الحياة.
 
الوطنية أن تتبرع لبناء مكتبة عامة ونادي رياضي ومركزا صحيا ودارا للأيتام , وغيرها من حاجات المجتمع ومتطلبات رفاهته وسعادته.
وأن تهتم ببيتك وما حولك في مدينتك , وتعمل بما يحقق مصلحة أبنائها, وتزرع نخلة أو شجرة وتعتني بالمواشي وتخدم البيئة وتحافظ على نظافتها.
 
الوطنية أن تؤدي عملك بإخلاص ونزاهة ونقاء, بعيدا عن المحسوبية والفساد والغش , وكل عوامل التدهور والخراب الإداري , التي تعاني منها المجتمعات المتأخرة , لأنها تعيش في غشاوة وتشويه وطني , وتعزل الوطن عن سلوكها اليومي.
 
الوطنية أن يحافظ الجار على جاره ويشترك معه في سرائه وضرائه , وتعني إطعام الجائع وإكساء الفقير وإحترامه وتأهيله والمشاركة في خدمة المحتاجين والمعوزين , والمساهمة في صناعة إبتسامة الطفل والمرأة في بلدك , فليس من الوطنية أن تسعى لإراقة دموع الأطفال والنساء. 
وعندما نرى أطفالنا يائسين بائسين , ونساءنا  في حزن وهمّ , فكلنا وبلا إستثناء لا وطنيين , وعندما يبتسم الطفل وتبتهج المرأة فنحن عند ذاك نكون وطنيين.
 
الوطنية أن تزرع أرضك وتفلحها , وتهتم بحديقة دارك وتعتني بها , وتربي ما تستطيعه من الحيوانات والطيور التي تساهم في بناء الإقتصاد.
وتفعل ما يساهم في سعادة وقوة نفسك وأبناء محلتك ومدينتك , ويساعد على تحقيق الحياة الأفضل للجميع.
 
الوطنية أن يكون في البلد معارضة لها صوتها ودورها وتفاعلاتها الإيجابية المتنوعة.
 
الوطنية في العالم المتقدم تعني ذلك وأكثر, وعندنا تعني حمل السلاح وحسب, ولهذا تحولت أوطاننا إلى بارود يلقي فيه مَن يشاء جذوة نارٍ ويرنو إليها هازئا ومهينا , وهي تتحول إلى دخان وأجيج. 
وقد أثبتت الأحداث في مطلع هذا القرن أن الوطن الذي تشيّده الجماجم والدم , ما أسهل أن يتهدم, لأنه قد بني على أن يكون مقبرة وليس وطنا لأهله.
فالوطنية محبة ورحمة وتفاعل إنساني مشرق, وعندما نصل إلى هذا المستوى من التعامل الإنساني والحضاري, عندها يحق لنا أن نتحدث عن الثقافة الوطنية!!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49908
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15