• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لن ينسى التاريخ كل الذين وقفوا يتفرجون على بيع العراق وتقسيمه .
                          • الكاتب : محمود الربيعي .

لن ينسى التاريخ كل الذين وقفوا يتفرجون على بيع العراق وتقسيمه

وقفة مع التاريخ ...  مشروع التقسيم والحكومة

لازال الثالوث المقيت الذي كان العرب والمسلمين ينظرون إليه على أنه هو المفسد في الأرض، وهو الذي يكيد وبإستمرار  للأمة العربية والإسلامية ونحسبه أنه غرق في كرهنا وبغضنا، وقد ظننا بعد سقوط نظام صدام أنه راجع نفسه ولكن الحقيقة غير ذلك فهذا الثالوث تكالب عليناوتغيرت صورته كما تغير شكله وتغيرت مصادره عندما ظهرت قطر التي أضيفت لبقية الدول الرجعية الجاهلة في المنطقة، وتعددت الإنقلابات الشعبية المغرر بها داخل الدول العربية وفق ستراتيجيات دول كبرى مهيمنة فرقت الشعوب وجعلتها تقاتل بعضها البعض حيث تقف الصهيونية العالمية وقاعدتها معاً لتتشكل شبكة إرهابية عالمية تحرك عصابات كبيرة كالقاعدة وداعش وأخواتها لتنشر الفوضى والدمار تحت غطاء الإسلام الأموي الدموي الفاسد وتمسخ كل تراث الأمة وتقلب الموازين لتصبح الكبائر في الإسلام قتل وسرقة وزنا جهاداً في سبيل الله بينما واقعاً تنشر الفرقة والفساد والظلام منتهكة كل مبادئ القرآن الكريم وشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وللأسف الشديد فقد إستجابت لهذا المشروع شرائح واسعة جاهلة عمياء رغم الشهادات الأكاديمية الكبيرة التي تحملها همها السلطة والنزعة الجاهلية والقبلية وقد  تناست وأهملت شعارات الأمة ووحدتها ومشروعها الإنساني فلم تضف داعش في حربها على العرب والمسلمين غير الفرقة والدمار وتسهيل الطريق أمام الثالوث المقيت ليباشر في تقسيم البلاد الواحدة إلى عدة أقاليم قائمة على العداوة والبغضاء وداخلة في مشروع داعش الكبير الذي يزرع الحقد والكراهية بعد أن نشر الدماء وفرق بين أبناء الأمة الواحدة.

 

فالأمة العراقية والأمة العربية والأمة الإسلامية في هذه المرحلة تعيش أحلك عهود الظلام من حياتها، وللأسف لم تبق دولة طامعة على الأرض إلا ودخلت أرض العراق وتدخلت في شؤونه الداخلية وإستباحت حرماته والقوم منشغلون، أشغلهم الشيطان بوعوده وعهوده،  واستطاع هذا الثالوث من تحقيق كافة مشاريعه التقسيمية ضاحكاً على كل السياسيين الذين خلفهم داخل أقبية الحكومة والبرلمان.

 

ومن العجيب والأعجب منه أن لايعي أعضاء البرلمان وأعضاء الحكومة هذا المخطط الذي كان يعرفه الطفل العراقي والعربي والإسلامي فالكل كان يميز الثالوث الدموي والأخطبوط المعادي للأمة وهو يمد أذرعه في إمتدادات أرض الأمة العربية والإسلامية.

 

إن مجموع الشعب والسلطة يتحملون كل المساؤي والشدائد التي يمر بها العراق ولازالت شرائح من الشعب لاتميز الألوان ولازالت عقول البرلمانيين مصابة بالعمى ولايزال الوزراء والموظفون الكبار في الدولة لايعون تبعات المخاطر التي يمر بها البلد فهم منشغلون بالدنيا وقد أنساهم الشيطان ذكر الآخرة.

 

أن من المنصف أن نؤكد على وجود نخبة مخلصة داخل البرلمان و الحكومة ومن مختلف الكتل نتمنى عليها القيام بثورة داخل البرلمان وداخل السلطة تتجرأ واقفة ضد كل من يعرقل عمل البرلمان وعمل الحكومة وقد حان الوقت لإسقاط أي برلمان وأي حكومة تقف بالضد من عمل الخير كما لابد من ثورة على الدستور الذي يحمل في طياته عوامل الضعف والفتنة عن طريق ثورة سلمية تقيم الدنيا وتقعدها لنصرة الشعب والحق وكفى بالله وكيلاً.


كما أن من غير المنصف أوالمعقول أن يتحمل رئيس الحكومة العراقية وحده كل مساوئ النظام الحاكم في العراق خلال المرحلة السابقة، فالشعب العراقي عُرِفَ بذكاءه وفطنته وهو الأعرف بما يدور داخل الأقبية السياسية، ويعرف كل الذين شاركوا في إدارة الدولة وساهموا في فشلها متعمدين، فالشعب لايرى مايراه الشركاء ولقد جدد خياره في الإنتخابات الأخيرة بعد أن شَخَّصَ أولئك الشركاء الذين سعوا الى إفشال عمل رئيس الحكومة الذي لم يُعْرَف عنه التهاون والمهادنة بالرغم من حساسية تحركه السياسي ومخاطره، وللأسف الشديد فإن هؤلاء الشركاء ساهموا كثيراً في تحجيم قدرة رئيسهم وعمله ودوره في إدارة الحكم والسلطة ولم يكونوا له ناصحين بل أربكوه وحالوا دون نجاحه في عملية إرساء قواعد الإستقرار، فرئيس الوزراء ليس الوحيد الذي يمكن أن يُشار إليه بالتقصير ونحن نعلم بأنه ليس معصوماً، لكن من الظلم كل الظلم أن ينظر الإنسان الى عيوب غيره وينسى عيوبه، فكل الوزراء يشتركون في مشروع إفشال وإخفاق عمل الحكومة وهؤلاء لم يختارهم الرئيس كما هو معمول عادة داخل الدول الديمقراطية ففي هذه الدول يختارون لهم رئيساً للوزراء الذي يختار فريقه الوزاري بحسب الإختصاص والكفاءة لابحسب التوزيع الطائفي والقومي رغم تعددية الأطياف في تلك المجتمعات وبشكل أوسع مما هو عليه في العراق.. وأما ما يجري في العراق فهو عبارة عن زرع ألغام في طريق عمل رئاسة الحكومة بدوافع الحصول على مكاسب ومغانم على حساب الوطن ووحدة شعبه وبناءه وتنميته وكأن مايحدث في العراق من دمار وتخريب وإزهاق للنفوس وسفك للدماء هو السبيل الوحيد للوصول الى مبتغاهم.

إن تحميل رئيس الحكومة وحده كافة التبعات والإخفاقات يُعَدُّ نوعاً من الجهل والسفاهة، وسبيلاً لإتباع الشيطان ولانجد لذلك أية مشروعية، وسوف لن ينسى التاريخ كل الذين وقفوا متفرجين  وهم  يرون إنهيار أركان الدولة العراقية وسقوط أسقف وجدران هذه الدولة الطيبة.. وستلعن الأجيال القادمة كل الذين إشتركوا في عملية تقسيم العراق وبيعه في المزاد العلني للصهيونية والإستعمار ومطيتهما الرجعية الملونة بكافة أشكالها وصورها في الداخل والخارج وسيستعيد العراق العراق عافيته إنشاء الله ولو بعد حين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49200
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15