مدينة الحلة هذه الأيام كأنها  بقيع الغرقد في رحاب دولة الحق المعهودة المُنتظرة إذ تحتفي بولادة سبط النبي الأكرم حامل ملامح جده الأكرم ومَن أقدامُه رقَت صدرَه صلى الله عليه وآله .
منذ اليوم الأول  من رمضان تظافرت الجهود وتوزعت المهام بين خُدام الإمام الحسن الزكي عليه السلام  في مقام رد الشمس ليبدو مكان المهرجان ومنصتِه وفعالياته بأبهى حُلة ولتبدو مدينة الحلة به كحُله من حلل الجنة بالفعل إذ ترقى هذه المدينة بفضل حملِها لإسم الحسن المجتبى عليه السلام وكأنها على صعيد الجنان وهي تحتضن هذا الكرنفال الرائع .
بجهود أبناء المدينة الأخيار ودعم الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية حدثت تغيرات نوعية في المجالات الثقافية التي تخص فقرات المهرجان وكذلك فيما يخص مضيف الإمام الحسن عليه السلام ووجبات الإفطار خلال ايام المهرجان  ، فبعد أن كان المهرجان يقام من فترة الثالث عشر الى السادس عشر من رمضان مُددَت فترة إقامته أي من اليوم العاشر الى السادس عشر من رمضان وكان فتح مضيف الإمام الحسن عليه السلام من أبرز ما يدعو الى التفاءل في مستقبل هذه المدينة المقدسة بحمل إسم كريم أهل البيت عليه السلام قولاً وفعلاً وكل ذلك بفضل الأمناء في العتبتين الحسينية والعباسية وسعيهم الحثيث في نشر وإحياء ثقافة وتراث الإمام الحسن المجتبى الفكري .
يبدأ المضيف بتوزيع 500 وجبة افطار في اليوم العاشر والحادي عشر وألف وجبة في اليوم الثاني عشر اضافة الى ما يقارب ذلك من الطعام يأتي من العتبة العباسية ، وفي اليوم الثالث عشر الى السادس عشر تتجاوز وجبات الافطار ثلاثة آلاف وجبة كل يوم .
تبدأ الفعاليات الثقافية في اليوم الثاني عشر من رمضان بعد الافطار باقامة قرعة مسابقة الامام الحسن المجتبى عليه السلام الفكرية الاولى والتي لاقت صدى واسع على مستوى العراق وبجوائز ثمينة للفائزين السبعة والعشرين بعملية بالقرعة .
وفي اليوم الثالث عشر تقام بعد الإفطار حوارية ثقافية بين الأكاديميين تكون مواضيعها بخصوص حياة الامام الحسن عليه السلام ومدى مظلوميته وصوابه وحكمته في ابرام الهدنة مع الأمويين .
ويشهد اليوم الرابع عشر معرضاً للبوستر والخط العربي في مقام رد الشمس اذ يتناول البوستر افكارا حول معاناة الامام الحسن عليه السلام مع دولة الامويين الظالمة وتمهيده لثورة اخيه الحسين عليه السلام اما الخط العربي فتنوعت خطوطه وهي عبارة عن اقوال للامام الحسن عليه السلام من خطَبِهِ وآيات من الذكر الحكيم والتي نزلت في سبط النبي الاكرم واهل البيت صلوات الله عليهم . وفي نفس هذا اليوم يستقبل مقام رد الشمس ومنصة المهرجان هيئة المواكب الحسينية بهتافاتهم الرائعة معبرين عن مدى ولاءهم للإمام الحسن عليه السلام ولمقدسات العراق ولهذا البلد الجريح ولمراجعهم العظام ، وستكون بمثابة تحدي لأعداء العراق والانسانية في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها البلد .
اما اليوم الخامس عشر سيكون محفل قرآني لبعض القراء المصريين أو العراقيين بأصوات شجية رائعة وأنفاس توحي على إمكانيتهم الفائقة في القراءة . وتعقبها أمسية شعرية لأروع الشعراء الشعبيين ومن المقرر ان يكون الشاعر عبد الخالق المحنا وابو محمد المياحي وايهاب المالكي وناظم حاشي حاضرين وغيرهم من الشعراء المبدعين بقصائد ستشد من عزم المجاهدين والقوات الامنية البطلة ضد قوى الكفر والظلام واعوانهم .
واليوم السادس عشر من رمضان والاخير ضمن فعاليات المهرجان سيكون مخصصا لجلسة بحثية أكاديمية للبحوث المقدمة للعتبة العباسية والفائزة بمسابقة البحوث وبجوائز ثمينة اذ تبنت العتبة العباسية في المهرجان السابق طباعة هذه البحوث في كتب ، ويعقب ذلك بحث حوزوي من المقرر أن يلقيه سماحة الشيخ حبيب الكاظمي على قاعة الوقف الشيعي في الحلة .