• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : داعش والخضراء .
                          • الكاتب : جمال الدين الشهرستاني .

داعش والخضراء

 العراق كتب عليه دائما ومنذ بداية الخليقة ان تكون أرضه عطشى ولا تكتفي بالنهرين لترتوي ، بل العكس كأنما النهرين هي التي تزيد من شراهة هذه الارض لطلب المزيد من الدماء عسى أن ترويها . فكانت البداية يوم قتل قابيل هابيل ، وهكذا دواليك تارة للفرس وأخرى للروم وقبلها بين الحضارات التي سادت ثم بادت ، حتى القادسية وام المعارك ، ومن ثم الغزو الامريكي ، وهجوم الاخوة الاعداء والمفخخات السعودية والقطرية ، بانتحاريين عرب صرفنا عليهم من خزينة العراق عشرات السنين ومازلنا ، فضلناهم على عيالنا ، فتقاسمنا معهم لقمة العيش واستضفناهم في عاصمتنا   ، انهم اهل فلسطين ، الذين تركوا بلدهم بيد المحتل خانعين راضخين ، وجاءوا ليقتلوا العائلة التي احتضنتهم ايام الضياع والتشرد ، جاءوا ليقطعوا النسيج العراقي باموال الخليج فكانت فلسطين الانثى التي تعهدت بالعيال مقابل تعهد زوجها الخليجي بالاموال . واستهلكنا آلاف العوائل بين قتل و عوق جسدي و تشرد في بقاع العالم فكأنما كتب علينا القتل والهجرة الى بلاد العالم ، حتى اننا اليوم نعيش في أجواء عالم البرزخ فلا للجنة ولا للنار .
الانتظار سيف يقطع الجسد و الروح قطعا صغيرة متناثرة ، والشعب العراقي انتظر طويلا فلم تمر المحن على شعب في العالم كما الشعب العراقي ، وهذا كله مقارنة بما يملك من ثروات و من همم و عقول و طاقات ولسنا مغالين بذلك فأصحاب الاستطلاعات التخصصية يجعلون من العراقي بهذه المصاف ، اذن بهذه المقارنة  بين الهم العراقي والثروة العراقية لا يوجد شعب مقهور مغلوب مضطهد مسكين كما نحن .
وكان من ابتكارات حكومتنا المركزية وسياساتها القروية الرعناء أن ابتكروا منطقة خضراء لهم أسوة بأرض السواد التي كان يطلق على العراق قديما ، ولحبهم بالتاريخ تذكروا داحس والغبراء ، ولأنهم يحبون الماضي والاجداد فكانت معركة داعش والخضراء بانتظار أن يكشف أحد الساسة عن ركبتيه لنعلم أن الامر جلل ، ولن يفعل .
 ولكن الامر المحير ، اذا كانت الدول المؤثرة بالسياسة العراقية وأهمها امريكا  لا تريد داعش في العراق والحكومة العراقية لا تريد داعش و داعش يوميا تزداد قوة وتنتقل بين المحافظات العراقية ، بينما نفسها داعش تريدها امريكا في سوريا وتركيا تدعمها وجزء من لبنان يدعمها واسرائيل تدعمها ولكنها اختنقت في سوريا بسبب الجيش السوري وبعض القوات الغير نظامية من لبنان والعراق .
العلل تكتشف لأيجاد الحلول ونحن نخلق العلل ونتعثر بها ، بعدها نصاب بها ، والاطباء يحتارون في دواءها فيضيع الخيط والعصفور وبالتالي نتهم بعضنا البعض لتتأزم الامور أكثر وأكثر فيدخل الاخر الغريب المتطفل على حياتنا وثرواتنا ليشخص لنا العلل التي خلقناها ويقول أوجدوا الحلول ، ويعلن في الاعلام الدولي أن العراقيين لهم القدرة على حل امورهم ويتركهم ليعودوا الى نقطة الصفر ، وتعلن القنوات العراقية مرحلة جديدة من تطهير الارض والضحايا تترى من كل الاطراف دون استثناء لتسقى أرض الرافدين بدماء جديدة لم تعرف يوما انها ستسفك في عراق الديمقراطية . لم أرى أم أوغلت في دماء أبناءها كأرضنا العراقية ، ألم تكتفي يا أمنا من أولادك ، متى تتركينا بسلام ، إن زهر الشباب تناثر على قدميك ، فكوني بردا وسلاما .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46949
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15