قدمت فيما سبق لاعتبارات النجاح الذي يمكن تحققه أي محافظة من محافظات العراق ، فالنجاح
يحتاج إلى توفير بيئة حاضنة ، وتقديم مقدمات صحيحة للنجاح المطلوب ، بعيداً عن الفوضى والعشوائية في التعاطي مع الملفات الخدمية التي يجب ان تتم معالجتها بشكل جذري ، لا الاعتماد على المعالجات الآنية التي تلجأ إليها بعض الحكومات المحلية لكسب حضور إعلامي على حساب نوعية العمل ، وإستراتيجية المشاريع ، فتكون النتائج فاشلة لمقدمات خاطئة .
ومما ينبغي الإشارة إليه بالاهتمام هو التفات الناصري وإدارته إلى هذا الجانب وتأكيده على ضرورة الاهتمام بالتخطيط الإستراتيجي للمشاريع من خلال تشكيل "مجلس التخطيط الاستراتيجي"في المحافظة ، لكن ما يُعاب على هذا المجلس غياب دوره على الساحة ، وقد يكون غياباً إعلاميا، ولكننا كمراقبين ننتظر تفعيل هذا المجلس ، وطرح رؤية إستراتيجية واضحة المعالم لخارطة طريق مشاريع تُنجر تباعاً تنهي أزمات عانت منها المحافظة في مجالات التعليم والصحة والماء والنقل والمجاري وغيرها .
ختاماً اعتقد إن النجاح سيكون حليف الناصري كمحافظ إذا ما توافرت الظروف الموضوعية لذلك ، فقد أنجز الرجل المقدمات الصحيحة ووضع عجلات النجاح على السكة الصحيحة ، لكنه ينتظر الدعم الحكومي لمشاريعه وخططه ، لاسيما من خلال إقرار الموازنة الاتحادية وإطلاق تخصيصات المحافظة ، وتفعيل قانون 21 المعدل الذي يمنح المحافظ صلاحيات واسعة ، ويعطيه حرية اكبر في التعامل مع الدوائر الخدمية ، لاسيما وان القرار المحلي وسرعة اتخاذه وتطبيقه لها الأثر الفاعل في التنمية الاقتصادية ، ودفع المشاريع الخدمية إلى الإمام ، إما البقاء في حلقات التنازع ، فأنها تسببت خلال العقد الماضي بحد طموح المحافظات في النجاح وكسر اذرعها ، التي كانت تعمل من اجل النهوض بالبنى التحتية لتلك المحافظات .
وكذلك فهي دعوة صادقة لمجلس محافظة ذي قار الموقر بضرورة تقديم مصلحة المحافظة على المصالح الحزبية والجهوية والكتلوية ، ودعم جهود المحافظ يحيى الناصري الرامية لتحقيق ذلك ، وكذلك فهي دعوة إلى كل الجهات الهندسية في المحافظة بتفعيل دورها في دعم مشاريع المحافظة وتقديم الرؤى والأفكار التي من شأنها تعزيز عملية الأعمار وتقديم الخدمات للمحافظة .والله وراء القصد . |