• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأخلاق بنية تحتية .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

الأخلاق بنية تحتية

 تذكرت جيدا كلمات قلتها لأصدقاء في مكان ما عن عدد المسلمين والحاجة الى كثرتهم من عدمها وأتذكر إني قلت  ..إن المشكلة ليست في العدد لأنه سيتزايد في المستقبل وقد يفوق تعداد أتباع الديانات الأخرى في العالم .
شعرت حين كنت أستمع لكلمة رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري في جلسة البرلمان التي صادق فيها على حكومة المالكي وبرنامجها السياسي للسنوات الأربع القادمة إن الرجل غير مهتم لتشكيل الحكومة أو لإستقرار الدولة سياسيا وإقتصاديا بقدر إهتمامه لركائز أخلاقية لابد وأن يعتمدها البنيان السياسي ,وهي بمثابة بنية تحتية لكل وجود الدولة بمختلف مؤسساتها, بمعنى أشمل إنه يريد للسياسة إن لا تبتعد عن الأخلاق كما يريدها المتعاطون بها حين يؤكدون إنها أي السياسة لا تعمل في ظل غطاء أخلاقي بل تحكمها المصلحة والضرورة.وبحسب فهمي المتواضع فإن السياسة حين تفتقد الهامش الأخلاقي تتحول الى عملية قرصنة وشذوذ وفعل إنساني لا يعتمد الشرط الأخلاقي المرتكز على الصدقية والشفافية والإلتزام بالأعراف والتقاليد والعادات بمستوى لا يقدح بحرفية السياسي لكنه يلبي ما إعتاد عليه المجتمع ,ولابد للسياسي أن يداري لا أن يكذب ويداري ,لا بمعنى أن يجامل ويخادع ويمار .والحديث المعروف يقول .. نصف العقل المداراة.

كان للموروث الذي إستولى عليه سياسيون كثر من النظام السابق بعد عام 2003 تأثير في طريقة تعاطيهم مع إداراتهم الوظيفية ومع مواطنيهم وكان إنعكاس ذلك سلبا على قراراتهم والبرامج التي يضعونها عادة لتسيير سياسات الحزب الذي ينتمون له ويؤمنون بعقيدته السياسية أو لتمشية وزارة يديرونها أو مؤسسات تشريعية وتنفيذية لها مساس مباشر بحياة العامة من الناس .

عدا عن ذلك الموروث فقد تبين إن ثغرات أخلاقية أساسية في البناء النفسي والسلوكي مصاب بها من تعاطوا في السياسة أثرت في توجهاتهم عمدا أو دون قصد منهم ,لكنها في النهاية كانت سببا في تعطيل المشروع الوطني وتأخيره . وربما أساءت لآخرين كانوا مخلصين في أداء واجباتهم المهنية.. ومن المهم أن لا نغفل حقيقة إن سياسيين يعانون أصلا من فقدان العنصر الأخلاقي في أدائهم السياسي بينما يرى آخرون فكرا أو سلوكا إن الأخلاق تتقاطع مع السياسة وإذا ما أراد سياسي  أن ينجح في مهامه فليس عليه أن يلتزم بالمعايير الأنسانية والأخلاقية لأنها  قد تعيقه وتعطل مشروعه الطامح الى تحقيقه! .

وإذن فلا بد من إحداث مقاربة بين الحاجة الى عمل سياسي جاد يتخطى العقبات ,وبين الفكرة القائلة بضرورة الإهتمام بالأخلاق كداعم للعمل السياسي ليكون متوازنا ,وفي النهاية فالسياسي إنسان ولا يجب أن يتخشب لينجح لأن عمله في الأساس هو إدارة ملفات وطنية تهدف الى تحقيق حاجات عامة مجتمعية تحكمها عادات وأفكار وقيم وتصورات ومشاعر ووجدانيات, وليس من الصحيح أن يكون السياسي بعقل وروح جامدين في مواجهة إستحقاقات لمجموعة بشرية كبيرة بعقول وأرواح متحفزة وطامحة .

السياسيون بلا أخلاق . هم قطاع طرق وزعماء عصابات وليسو أكثر من ذلك .


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : قاسم عبد الرحمن علي من : دبي ، بعنوان : تعليق في 2011/04/05 .

وبعض الصحفيون ايضا بلا اخلاق وهم قطاع الطرق وزعماء عصابات بتسميات صحفية كجمعية الدفاع عن الصحفيين ومرصد الحريات الصحفية وهم يبتزون السياسيون وزعماء العصابات وهم ليسو أكثر من ذلك واتمنى ان تكتب بوجه نظرك ياهادي لابوجهة نظر اصحاب الاموال والنفوذ من جماعتك السياسيون





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4672
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15