• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أصنام الظلام .
                          • الكاتب : قيس المولى .

أصنام الظلام

 يبدوا ان التجربة الديمقراطية في العراق وما خلفتها التغييرات فيها بعد إحداث 2003 أفرزت مفاهيم جديدة ومفردات وليدة لم تكن مألوفة او معروفة في مجتمعنا خصوصا فيما يتعلق بالانتخابات وتأسيس الدولة المدنية من خلال قبة البرلمان المنتخب والتي جسدت وتكونت عبر صناديق الاقتراع وأصابع الناخبين البنفسجية سمة حديثة لا زالت لغتها وكلماتها غير مفهومة لدى الشارع العراقي و لدى الأحزاب السياسية المستحوذة على دفة الحكم فلم يستطع احدهم ان يؤمن بالرأي والرأي الآخر ابدا ولم يحترم فكر المقابل عند طرح وجهه نضره مقنعة كانت ام غير مقنعة على الرغم من تفسير معنى الانتخاب انه تعبير الناخب وقناعته لمن يجد في المرشح الكفاءة و الأمانة و النزاهة سواء كان في شخص او حزب او قائمة ومن المفروض أن لا يعني هذا الاختيار تقليل شان الغير او نبذه ومعاداته النابعة وكأنها من حقد دفين والتي تترجم بإشكال مختلفة سواء كانت بالأقوال أو الأفعال كما وإن نشوة الانتصار و الفوز او حتى الشعور بالإحباط من النتائج من المفروض ان لا يكون بمثابة اخذ الثار والتنكيل بالغير خصوصا وان الذين يعتلون المناصب يتكلمون بمبدأ الخسارة والربح وكأنها تجارة ومشاطرة البعض على البعض الآخر أو حرب عصابات فيما بينهم ولابد من منتصر في نهاية المطاف, لان بناء مثل هذا المشهد الهزيل ربما يكون مخجل ومؤلم عند شاشات الإعلام السياسية والتي تهدف الى تمزيق بعضهم البعض من اجل الوصول إلى كعكة النصر وكرسي العصرالمبني على دماء الابرياء وابتسامات الاعداء, مشاهد مؤسفة نراها من البعض الأغلب وهم يتراشقون الاتهامات فيما بينهم من اجل الكسب الدعائي وتحريك الشارع الشعبي ليس فقط بين مؤيدين ومعارضين بل الى متقاتلين متناحرين لا لشئ سوى لأنهم يعبدون هذا الصنم او ذاك الوثن و هي الثقافة المغلوطة التي تم استيرادها ا الى السياسيين بعد التحرير والتي اصبحت ثقافة مالوفة فيما بينهم وجزء لا يتجرا من بعض مجتمعنا العراقي ومع كل الأسف ففي اليوم الذي تعلن فيه المفوضية نجاح الانتخابات ونجاح عمليه التصويت المرتقبة ونجاح الخطة الامنية المرسومة في العراق و ترحيب اغلب الدول العربية والعالمية واشادة ملحوظة من قبل العديد من المراقبينين الدوليين والمنظمات الدولية التي حضرت هذا العرس الانتخابي والتي ثمنت هذا الجهد الواضح والمبذول من قبل المفوضية العليا للانتخابات والقوات الامنية خصوصا وان نسبة التصويت تكاد تكون جيدةجدا قياسا بالدول التي تنعم بالأمن والأمان لكن وبإصرار العراقيين الذين ساهموا لبناء الأسس الرصينة للتغيير ومواكبة التطور المعاصر في البلدان الديمقراطية من اجل بناء هذه ألدوله ولملمة جراحاتها عن طريق أصابع التغيير كل هذه المؤشرات الايجابية تدل على نجاح عمليه الانتخابات في العراق وبداية لتأسيس وطن يشمل جميع مكونات الشعب نعم نجحت الانتخابات ولكن هل نجح الناخب في اسقاط الرهانات واحداث جملة من التغييرات يا ترى ؟؟؟سوال اطرحه وربما الرأي لي نجحت عملية الانتخابات ولكن لم ينجح الانتخاب واعني انتخاب الأصلح والاكفا والأفضل فغالبية البعض اتجهوا إلى صناديق الاقتراع وانتخبوا البعض ليس حبا بهم او بانجازهم او ما قدم للبلد من خير او شر كل هذه المؤشرات لم تعني للناخب العراقي ابدا ولم تغير من آرائه وافكاره مطلقا بل انتخب شخصا بغضا بغيره وأيد قائمة عداوة بقائمة أخرى ورشح تيار أنكالا بتيار لآخر رغم إصرار المرجعية على التغيير المرتقب وربما البعض يحمل المرجعيه المسؤولية الكامله لذلك فقد فسر ت فتوى المرجعية في احداث التغيير بأنها مبهمة عند المتلقي من عامة الناس ولم تكن واضحة وصريحة في تفسير معنى التغيير الجوهري فمن يعبد اصنام البرلمان يرى بان التغييرمن وجهه نضره هو تغيير الحكومة ابتداءا من قمة الهرم وانتهاءا بالوزراء ومن يعبد أصنام هذه الجهة يرى بان التغيير يعني تغيير البرلمان وجميع وجوه البرلمانيين وهذا ما نراه ونلمسه عند شرائح واسعة من الشعب العراقي سواء كانت مثقفة او غير مثقفة إسلامية او علمانية فكل يدعي بقائده الضرورة وكل حزب بما لديهم فرحون وهذا هو الفشل الحقيقي للانتخاب السيئ والنتيجة المؤلمة لانتظار طال أمده سنوات موجعات حقا فقد صمم صانع القرار على بقاء الجراح مثقلة بإرادته دون تأثيرات او منغصات وتعمد على تجديد نفس الشخصيات بقناعته وان كانت غير مؤهلة لحمل هذه الامانة الملقاه على عاتقهم و لتعود نفس الوجوه الى مقاليد السلطة ولكن بادوار وبمناصب مختلفة نوعا ما لأننا انتخبنا الفاسد عنادا بالا فسد الآخر ولأننا أرجعنا الفاشلين لبغضنا ولحقدنا على غيرهم ولان أفكارنا اقتنعت أن مرشحنا هو أفضل الفاسدين؟ ومن أين سنأتي بغيره؟ ومن هو البديل؟؟كل هذه الأوهام صنعها الناخب بنفسه تحت تأثير رجالات الأحزاب السياسية وما قدموه من دعايات كاذبة واباطيل مفتعلة اقنعت الشارع بان المتصدين الحاليين هم الأفضل ولا يوجد بديل عنهم فهم الوحيدين القائمين بتمثيل البسطاء منهم وقد استجبنا لهذه الاقاويل واقتنعنا بهذه التفا هات من حيث ندري او لا ندري وقد ساهنا واسسنا لذلك من خلال ضغائنا واحقادنا المريضة وليتحول التغير الى تغيير حال الناس من سيئ الى أسوا لأننا ما زلنا في عصر الجاهلية والوثنية العمياء وربما لا زال فينا هوس العبودية التي تحكم و تسيطر على أفعالنا دون وعي وادراك ولا نقدس الا ما تراه العين مقدسا ونستسلم للقول الذي يقول (أنت النجم وكلهم عدم ) دون النظر الى مصلحة البلد العامة والتي من المفروض ان تكون على أعلى درجة من درجات الوعي والمفهومية وجعل مصلحة البلد وخدمته فوق كل ضغينة او حقد او كره لأننا لا نريد ان نعيش سنوات مؤلمة لاحقة وكان حلقات المسلسل في إعادة مستمرة ومعاناة متكررة لا لشئ سوى لاننا لا نعبد الله وحده بقدر ما نعبد أصنام الظلام 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46606
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16