يصر دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي على قطع الطريق امام احمد الجلبي لتولي منصب وزير الداخلية، والسبب واضح ويتحدث فيه الكثير من الساسة خلف الكواليس وهو ان المالكي يدرك ان الجلبي يمكن ان يكون مركز قوة نظرا لطبيعة شخصيته وامكانياته المالية وعلاقاته الواسعة داخليا وخارجيا، فهو من غير الممكن ان ينظوي تحت عباءة المالكي ويصبح اداة طيعة بيده كما يطمح ويريد الاخير.
يستذكر المالكي تأريخ يمتد الى عشرين عاما الى الوراء حينما اسس الجلبي المؤتمر الوطني العراقي بدعم ورعاية امريكية وقال لكل المعارضين ان القطار الامريكي لاسقاط صدام قد انطلق ومن يريد ان يصعد فليصعد ومن لن يصعد لن يفيده الندم. ومن هذا التأريخ يستذكر المالكي انه كان في الخط الثاني او الثالث حتى انه لم يكن متاحا له ان يلتقي الجلبي بسهولة ومتى ما شاء، ويستذكر المالكي اراس حبيب مدير مكتب الجلبي وساعده الايمن في كردستان العراق.
من المستحيل ان يقبل المالكي بالجلبي وزيرا للداخلية للسبب الانف الذكر ، ومضافا اليه انه مدعوم من التيار الصدري ومن المجلس الاعلى ومن الاكراد ومن بعض قائمة اياد علاوي، بل وحتى من قبل الاخير الذي هو ابن خالة الجلبي لكنه الد اعدائه وخصومه منذ ربع قرن من الزمن.
المالكي لديه من يشغل منصب وزير الداخلية ويضمن انه يكون تحت عباءته ورهن اشارته .. انه اللواء ابراهيم اللامي مدير العمليات في مكتب القائد العام للقوات المسلحة-اي في مكتب المالكي، ومن المقربين له والمطيعين له. وهو من حيث الولاء والطاعة لايختلف عن عدنان الاسدي وعقيل الطريحي. ولكن الى اين سيأخذ وزارة الداخلية ... هذا مالايمكن الاجابة عليه حاليا.. اذ علينا الانتظار قليلا او كثيرا.
|