• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لكل إمرئٍ من دهره ما تعوّدا .
                          • الكاتب : ابواحمد الكعبي .

لكل إمرئٍ من دهره ما تعوّدا

 ان رجل كان يسئ القول عن المرجع الأعلى للطائفه السيد الأمام محسن الحكيم(قدس)وبعد فترة اكتشف انه كان على خطأ فبادر للاعتذار من المرجع الأعلى ،والذي قبل اعتذاره و قال له(محسن)يبرؤك الذمة،ولكن كيف ستعتذر لملايين الشيعة وأنت أسأت لمرجعهم الديني فلا ترى هل سيسامحونك..!

الأمر ذاته ينطبق على الأفواه التي تنطلق لتوجية الشتائم للمرجعيه الدينية
أنني لاحظت وجود تيار في أوساط مجتمعنا يحاول أن يثير الغبار و الضوضاء بالأسلوب الغوغائي حول مواقف المرجعيه الدينيه بحجة أنها غير مألوفة لديه

و من الظريف في هذا المجال أن أحدهم كان يستنكر على سماحة السيّد قبل أيام قائلاً أنه أتى بما لم يأتِ بـه السابقون و المتأخرون من مواقف و تصريحات ، ولعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت ، و أن تفضح فإفتضحت ، وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوماً ما لم يكن شاكاً في دينه و لا مرتاباً بيقينه
و في الواقع أن هذا التيار ليس وليد هذه الفترة الزمنية المعاصرة – وإن كان بدأ ينمو أخيراً – فهناك جماعة من المعاصرين لشيخ الطائفة ( الطوسي ) رضوان الله تعالى عليه ممن كانوا يثيرون الضجيج حول كل شيء لم يألفوه ، على قاعدة : لكل إمرئٍ من دهره ما تعوّدا

كما تعرض رئيس المذهب الشيخ الصدوق (رض) لحملات ظالمة من هؤلاء الذين تطاولوا على ساحته الشريفة ، بل وصل الأمر بالبعض إلى تفسيق أقطاب المذهب لستُ هنا في مقام توجيه حفنة من الشتائم و الإتهامات لهذه الفئة ، فليس ذلك من دأب البحث العلمي الموضوعي ، و لكنني في مقام عرض بعض الخلفيات و الأسس و السمات التي تظهر جلياً على هذه الفئة .من الواضح أن الصفة الرئيسية التي تميّز هذا الإتجاه هي التظاهر بالقداسة و التباكي على مكتسبات المذهب

هذا الإتجاه و المنحى المتحجر و الذي يرفض النقاش العلمي الهادئ و يفضّل لغة التسقيط و التشهير و الشتائم و القذف بالخروج من الدين أو المذهب من دون أية قدرة على الجدال و النقاش العلمي المتوازن .
وهو في الوقت ذاته متظاهرٌ بالقداسة لأنه يريد أن يوحي للناس بأنه يمثل الإتجاه الذي يريد الحفاظ على الإسلام و حماية الحدود و الأحكام و المواقف من الإنحراف ناسياً أو متناسياً حرية الحراك الفكري ما دام لم يخرج عن دائرة الإيمان بأصول الدين و فروعه و العمل بهما .

بعد كل هذا ، نؤكد أننا لم نتأثر بشيء و لم نتألم على آخر بقدر ما آلمنا تعرض ذوى القربى لمرجعيتنا من إتهام و تشكيك و تخوين فضلاً عن الإنتقاد الجارح الهدّام لا البّناء ، و بشتى أنواعه و صنوفه ، حيث لم نُحمل على محمل حَسن من العالم منهم قبل الجاهل ، و لا أقصد بالعالم ( مراجع الدين الأعلام ) بل أقصد من إرتدى العمة و هو لا يزال في بواكير مشواره العلمي لكني أطلق عليه بـ ( العالم ) لأنه لا كعوام الناس ، و لأنه يملك شيئاً من العلم ، يستطيع معه قراءة المواقف جيداً قبل إطلاق ما أطلق من كلمات جارحات ، تبتعد عن الورع و التقوى و كل مفاهيم الأخلاق التي يدرسونها في ( مكارم الأخلاق ) و ( جامع السعادات ) و ( مقامات القلب ) و غير ذلك من كتب الأخلاق ، بـُعد السماء عن الأرض .

و سنصبح و تصبحون ، إن موعدنا الصُبح ، أليس الصُبح بقريب ؟ و في هذا كفاية لمن له من الله هداية




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=45731
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15