• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : استعراض الديوان الشعري ( بعد فوات الاوان ) للشاعر مصطفى المهاجر .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

استعراض الديوان الشعري ( بعد فوات الاوان ) للشاعر مصطفى المهاجر


لوعة قساوة الغربة , ومعاناة الحنين لفراق الوطن , وحالة الاغتراب عن الوطن , بمرارتها الموجعة للغريب  , اصبح مادة شعرية تعزف على انغام الاناشيد الحزن الطافح في الروح , وثنايا عذاب الاحاسيس والمشاعرة المحروقة والمتعذبة بعشق الوطن البعيد , وكثير من الشعراء جسد هذه الهموم الحارقة بالوجع النازف , التي تكتوي بنيران  الوطن البعيد  , ومنهم  شاعر الغربة الحزينة ( مصطفى المهاجر ) وفي مجموعته الشعرية ( بعد فوات الاوان ) وهي مرسومة باللوحات التي تطوف في سماء الوطن , بعنفها الحزين والغاضب , وبشوقها المتفجر  في الروح , بتراتيل الحزينة , وهي تنشدة اناشيد الفراق عن الوطن الحبيب , المسكون بالهموم والحسرات الحارقة في القلب  , كأن كل خلية من الوطن البعيد , تتوهج داخل الروح ووجدانها المعذبة , بغياب الوطن , ان هذه الحالات التي تنزف في الروح قيحاً ودماً  , تخلق بواعث الوحشة الكئيبة , التي لاتغيب عن  ,  خارطة الاحزان ودروبها مسارتها الضيقة  , انها ( يوتوبيا ) باوسع امواجها العاصفة والعاتية , بالتوجع الشديد للقلب واشواقه  , بمفرداتها التي لاتغيب عن عذابات  القلب المذبوح بسكينة الوطن , او انه يريد ان يقولنا  الشاعر الغربة القدير ( مصطفى المهاجر ) بان لاصوت يعلو على صوت الوطن , رغم عذاباته المنتحرة باشواقه , او بقربان الوطن , او انه يشير لنا بوضوح , كما قال شاعر الملاحم الاغريقية ( هوميروس ) بان ( ليس هناك شيئ في الدنيا , اعذب من ارض الوطن ) لذلك فان المشاعر والاحاسيس الاغتراب  , موجهة صوب الوطن البعيد , وهي تتزاحم في الصدور بالشوق والاشواق العاصفة  . واذا كان ( ابن زريق البغدادي ) ترك حبيبته في بغداد - الكرخ
استودع الله  في بغداد قمراً
بالكرخ من فلك الازرار مطلعه
ودعته وبودي لو يودعني
صفو الحياة واني لا أودعه
فاما شاعرنا ( مصطفى المهاجر ) فانه ودع العراق
اقبل فيك العراق
الذي فارقتني
رؤاه
وأشهد ان  العراق
بعيد . ,
كنجمة صبح
قريب كوخزة جرح
والى معشوقته بغداد
وبغداد . .
يخنقها الوجدُ
للراحلين
لتيه المنافي
وللغائبين
بقعر السجون
بهذا السعير الذي يحرق الوجدان والروح , بنار بالحنين  , هكذا يتشبث بناصية الوطن البعيد تشبثاً  , ويتحمل اعباء الغربة والاغتراب , والبعاد النازف بامنية الحنين الى  اللقاء
ولقاءك
امنية التجلي
وعلى يديك
سأرتمي
اشكوك مغتربي
لعلي
 ألا أعانق
غير طينك
والضفاف
وذكر اهلي
بهذه المكابرة المقرونة باوجاع الروح , والمفجوعة بنار الفراق والبعد  , التي تشتعل بالعشق الموجع بوجدان الوطن . هكذا يرسم لنا خارطة فاجعة الاغتراب  , بالاحاسيس المحترقة في قدسية الوطن , وهي تفيض في مساحات واسعة في قصائد المجموعة الشعرية , وباطياف ساخنة ومقتولة بعشق الوطن , كأنها تسافر وتطوف في سماء الوطن , لتتحسس مضاجعه وانفاسه باروع لوحة من الحنان والحب , في سمفونية الدلالات اللغوية والصوتية , كأن كل الدروب تقود الى الوطن البعيد , وكأن خبزه كما يقول  فولتير ( بان خبز الوطن , اطعم من كعك الغربة ) . بهذه القدسية للوطن منثورة في انفاس قصائد المجموعة الشعرية  , كأن لا اوجاع إلا اوجاع الوطن , ولا حروف إلا حروف الوطن  , بصورة الشوق والاشتياق العارم والطاغي , الذي يتفجر في ثنايا الروح والوجدان ,بلوعة العاشق الولهان
عبثاً احاول
ان امد اليك
ياوطني
بقية أدمعي الثكالى
واحلامي . .
فارجع خائباً

ولوعة التوسل الكئيب تزفر وتخرج من  شغاف القلب المحروق والمصلوب  , بان تاخذه رياح المسافرة الى  الوطن لتحمله هناك الى عاشقه البعيد , بروح المجازفة والمخاطرة , و نار الاشتياق تدفعه لتسلق الصعاب
واركب شتى البحار الصعاب
لأرسو هناك ...
على شاطئيك
حنانيك .......
ياوطن التائهين
حنانيك . .
خذني أشتياقاً
اليك ..... !!
بالتيه
يسكنني
والخناجر
تغرزُ ظائمة
في دمي
لكن هيهات ,فيعود مكسور الوجدان   يجر عذبات الهزيمة والحزن الكئيب بالفراق الموجع , ليرفع راية الحزن
أنا ارفع الآن
راية حزني
واعلن
بين القبائل
اني هزمت
مراراً
وان الاسى
يملاء الان اوردتي
وهواي المعفر
بالتيه
ويضع روح الطافية في نهر الغربة , على مقصلة الانتظار ,
ويبقى اللهاث
ويبقى العثارُ
وتبقى المواويل ...
ضائعة
والنهار
ابقى
يعذبني الانتظار
ويتصاعد هذا الشغاف بمناجاة الغربة , لتدخل في مجرات الوهم , بان الوطن سيذكره بعد حين
يراودني الوهم
ان سوف تذكرني
ذات بعد
من يضيء وهج الروح
فتبعث لي
عبر هذا المسمى البريد
سلاماً
فأختال من الفرح
تضيء بي الروح
وهذا الاصرار على وهم اللقاء يجتاح الروح بالشوق والاشتياق , بانه سيلقاه يوماً ما , ليسكب مرهمه على الجراح المعذبة
يراودني الوهم
لكنه الوهم
أن سوف القاك يوماً
فتسكب في عاثر الجراح
بُرءاً
وتسقي المعذب بالبعد
من نور عينيك
اغنيةً
أو مُداما
في موسيقى الترتيل الحزينة والجارحة  , يفقد العمر في لجة الاغتراب , طعم ومذاق العيد
يطرق العيد
أبوابنا
بهدوءٍ
فنفتحها
خائفين ... !
من يجيء .....
بهذا السكون
المريب .. ؟!
وماذا يريد ....... ؟ !
وتتصاعد احتراق الجمرا ت الحزن  في دروب العمر المشنوق بحبل الاغتراب على الوطن المذبوح
مذبوح يا وطني ...
مسفوح دمعي .....
ضائعة أيامي ......... !!
وعجيب ..... !
كيف يخاطبني . .
الصمت ... ؟ !
ودجلة لها مكانات واسعة في الروح والشوق والمناجاة الغريب  , كأنها طوق نجاة
أتحمل يا ماء ( دجلة )
شوقي أليهم ...... ؟!
وتغمرني بالحنين  .... !
سلاماً
لمائك
يغسل بغداد
منذ ابتداء السنين
ويزرع فيها التواريخ
عابقةً
ان هذه الرحلة المعذبة باشواق وحنين للوطن , سببها وقوع الوطن في قبضة الاستباحة والاغتصاب الشعب  , من
بين رأس بليد
ورأس حقود
ما بين شعب
مضى للمتاهة
عامرة بالسدود ..... !
وشعباً
تطوقه .......
مثقلات القيود
انها تراتيل حزينة للوطن الجريح  , بهذه الانغام الحزينة الخافقة بنار  بالشوق والفراق المؤلم  , كأنها رحلة طويلة  لطريق الالام . ومهما كتب عن المجموعة الشعرية ( بعد فوات الاوان ) يبقى غير مكتمل البناء , لان كل قصيدة هي قطعة موسيقية كاملة من والاحزان الاشواق الملتهبة  على الوطن البعيد 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=45650
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16