• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لإعلام عدوّنا!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

لإعلام عدوّنا!!

إعلامنا من أشد أعدائنا , فهو يشن عدوانا سافرا علينا , ويستبيح قشرة أدمغتنا , ويصادر إرادتنا , ويحولنا إلى موجودات خائبة ضائعة.
 
الإعلام جزار وجودنا الوطني والإنساني , ومبرمج تفاعلاتنا السلبية.
 
فهو المتهم الأول فيما يحصل بمجتمعاتنا.
 
ذلك أن الإعلام يحمل رسالة شل العقول , ومحق قشرة الأدمغة , وتحويل رؤوسنا إلى جماجم فارغة , بما يستعمله من مفردات وعبارات ويطرحه من إنفعالات ويعرضه من الصور والبيانات. 
 
وفي عالم المواقع الإليكترونية والنشر السريع , أصبحنا أمام سيل متدفق من الأفكارالهدامة والألفاظ المحرضة على الهلاك والإتلاف الحضاري المروع.
 
فما عادت الكلمة مسؤولية , والكتابة رسالة , وصاحبها يتقي الله فيما يكتبه ويطرحه للناس , وإنما هي حالة فوضوية ذات عشوائية فائقة تسهم في صناعة الحيرة والتخبط والضياع.
 
وفي معظم ما يطرحه الإعلام  هناك رسالة واضحة لمنع التفكير وتجميد العقل وتدمير الذات والموضوع , والتشويش , فالكثير من العبارات تصيب العقول بالسكتة وتخرجها من دائرة التفاعل الإيجابي , وتحْجُرها برؤيتها السلبية وحلولها الجاهزة اليائسة.
 
أما التفاعلات الإنعكاسية لوسائل الإعلام تجاه الأحداث , فلها الدور القاسي في زيادة التداعيات المريرة , فما أسهم الإعلام بتطبيب الجراح بل في تفتيقها , وما كانت له منطلقات تهدئة وتنوير , وإنما تحريض وتضليل.
 
ولهذا فأن الإعلام قد صار عاملا أساسيا في تدمير البلاد والعباد , ولاتزال مسيرته السالبة المعادية للحياة على أشدها , عن قصد أو غير قصد , وعن وعي أو لا وعي.
 
ومن المشاهد الغثيثة المدمرة أن هناك دولا تساهم بثقلها المادي في إطلاق المواقع والمحطات التلفازية , وتجنيد الأقلام للإنتصار على الإنسان وسرقته من ذاته وموضوعه , وتحويله إلى دمية تحركه وفقا لمقتضيات ما تريد.
 
فالواقع لا يمكنه أن يتحرك بالإتجاه الصائب , إن لم يكن الإعلام مسؤولا ويتمتع بمواصفات وطنية إنسانية حقيقية , تهدف للصلاح والرقاء والألفة والمحبة والسلام.
 
فهل عندنا إعلام؟!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=45074
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15