عبدالخالق المحنة شاعر بدوي هرب من الجاهلية ودخل دار الارقم وخرج منها ببردة نبوية، ولانه لم يكن مهيأ للخروج على مسرح قريش التجريبي، آثر ان يخرج الى كربلاء الحسين ع، لم يحمل سيفا او رمحا او ترسا ليحارب به أمويا من جيش يزيد السفياني الاول،كان سلاحه القلم.
ربما كان عبدالخالق المحنة هو المراسل الحربي الذي سجل في يومياته ادق التفاصيل، لكنه خرج من كربلاء ليقدم لجوءه الانساني في اميركا، البدوي الحسيني يحمل روحه الباحثة عن كربلائه وهو يسير في غربات اميركا وشوارعها المكتظة بالدنيا، ويوم ارسل الحسين ع عليه ليعود مفلسا من هناك، اغناه بالشعر من هنا.
عبدالخالق المحنة امير القصيدة العامية الحسينية، ربما يكون وريث السيد الحميري في الغرض الحسيني، شاعر يملك من الجرأة مايجعلك تذرف الدمع من روحك وانت تقول: هكذا كان...
الحسين هو الحسين، الله يحب من احبه وحسين من محمد ص واله، لهذا لايعرف الحسين ع الا من تطرّف في عشقه،عشق من دون حسين اشبه بخدعة وكذبة كبيرة، الحسين ع هو العاشق الوحيد الذي ارسل بريده الى الله وختمه بدمه كله، لم يبق منه سوى قطرة واحدة للناس حتى يطوفوا حول كعبتها، واشهد الله ورسوله ان عبدالخالق المحنة يطوف بروحه هناك بينما يطوف الجميع باجسادهم.
لم اجد من يعاتب العباس ع بقسوة مثل هذا البدوي، اشعر انه يهز بشباكه حتى يكاد يخلعه من اجل ان يسمع صوت زينب ع له، ياعبد الخالق: العباس ع ليس باصم حتى لايسمعك وليس باخرس حتى لايرد عليك، لكنه مقطوع الكفين ويعلم انك لاتحسن تعبير الحركات، ويعلم انك بحاجة الى وجه وفم واذنين لتسمعه ، بينما يرتفع راسه فوق رمح أموي يسير خلف راس أخيه الحسين ع.
[هاعباس إجيت وعفت الايتام... عجب مااستقبلتني
انه وجهي انصبغ برماد الخيام .......أظنك ماعرفتني
يخوية الصار يقظة لوبالاحلام ....... غريبة فاركتني
ولاطبعك اصيح وعينك تنام ...... ولاجنك شفتني
لوعذرك اعيونك ......اخذ العيون
هاك انظر دموعي ....وشوف المتون].
هذه الكلمات تذبح العباس الف مرة لوأنه سمعها يوم العاشر من محرّم، وربما هي الكلمات التي لخّصت سبي زينب ع بالكامل..
أنا حزين جدا ياعبد الخالق، عيناي متورمتان من الدمع،وأنت تجلد روحي بهذه الأحرف القاسية...من سمح لك ياعبدالخالق أن تفزز اليمام الغافي في روح زينب لترثي العالم بأكمله بهذه الكلمات، اتيقن اني رأيت اليمام يطير من قبر زينب ليحط فوق منارة قطيع الكفين وهو يبحث عن جنحين للعباس يطير بهما حيث يغفو الحسين ع من دون عينين!.