محمد شاب في العشرين من عمره، متزوج ويترقب وليده الاول ،
منتسب في احدى اجهزة الامن في طوزخورماتو،
ذات ليلة رأى في منامه بانه رُزق بولد مسمىً باحمد، ففرح لذلك كثيراً
وعندما استيقظ من نومه وبعد لحظة ، شعر بانه لم يَرَ وجه ابنه بالرغم من احتضانه ،
وكانه أُلهِم اليه بانه لن يرى وجه ابنه ، فأوصى بتسميته احمد ،
وكأن لسان حاله يقول ؛
يا أحمد طال انتظاري ، وزاد اشتياقي لضمك اليّ، ولكن إن شاءت الاقدار أن تولد يتيماً،
وأن لا أراك وتراني ، فلا تحزن لرحيلي ،
فقد تركتك لاني لم استطع ترك وطن ٍ ينزف وبحاجة الى دمٍ لانقاذه .
إن كنتَ فقدت أباً فقد أنقذت وطناً وشعبا،
وإعلم أن الوطن يُعوِّضك عني ، وانني اعجز عن ذلك إن انعكس الامر، فلن اعوضك عن وطنك ان فقدته.
حُلُمي : أن لا تعيش كَيتيم ٍ بَل كُن إبنَ الوطن الذي يستحقّ اكثر من التضحية بالنَفْس ...
الذي حصل هو ان ( محمد )، أستشهد في انفجار سيارة مفخخة اثناء تطويقهم المكان لابعاد المدنيين عنها في مدينة طوزخورماتو،
وفي اليوم السابع لمجلس الفاتحة المقام على روحه، ولِد ابن له سموه ( أحمد )، تحقيقاً لوصيته وتصديقا لحلمه....
حسن بيرآوچى 2014/3/14 |