فيما يلي تسلسل ما قالة المنحرف احمد القبانجي وتعليقاتنا علية
• يقول القرآن: «خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ»، فهذا ضعف بلاغي لأن الصلصال هو الفخار وكلاهما بمعنى الطين الجاف المحمّى على النار!
تعليق: ”هذا من جهل هذا الرجل، فالصلصال هو الطين اليابس الذي له صلصلة أي له صوت يتردد عند الوطء عليه، أما الفخار فهو الطين اليابس أي الخزف الذي يتشكل بهيئات مختلفة، فالكناية هنا تشير إلى شدة يبوسة هذا الصلصال أي الطين اليابس الذي خلق منه الإنسان، أما كلمة الفخار فتومئ إلى الهيئة والشكل، ومعنى ذلك أن خلقة الإنسان تمر بعدة مراحل فتبدأ تراب، ثم طين، ثم يتغيّر هذا الطين ليصبح حمأ مسنون، فأين هو الضعف البلاغي؟!
• يقول القرآن: «رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ» وهذا ضعف بلاغي لأنه في موضعٍ ثانٍ يقول: «قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» وموضع ثالث يقول: «رَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ»، فالآن هم كم مشرق؟ هل هما مشرقين أم هو مشرق واحد؟
تعليق: ”هذا من الجهل العجيب والغريب، فكل مفردة لها معنى مختلف، فمعنى المشرق هو جهة الشرق، ومعنى المشرقين هو مشرق الشمس في الصيف ومشرقها في الشتاء، لأن موضع الشروق يتبدّل ويتغير في الفصلين وكذلك موضع الغروب.
أما المشارق فتعني مشارق الشمس في الأجرام السماوية، إذ ثبت فلكيا أن الشمس تشرق وتغرب على أبراج السماء، فهذا مما يدل على إعجاز وبلاغة القرآن. ولو أن هذا الجاهل رجع إلى التفاسير المعتمدة على روايات أهل البيت (عليهم السلام) لما أنكر المحسوس، إذ قد أجاب هذا أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: ”فإن مشرق الشتاء على حدة، ومشرق الصيف على حدة، أما تعرف ذلك من قرب الشمس وبعدها؟ وأما قوله: «رَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ» فإن لها ثلاثمئة وستين برجا، تطلع كل يوم من برج، وتغيب في آخر، فلا تعود إليه إلا من قابل في ذلك اليوم“. (الاحتجاج للطبرسي - الجزء1 - الصفحة 386).
ثم أنه لو ذهب إلى مصر لوجد أن من جملة ما اكتشفوه في آثار الفراعنة، معبد فيه نافذة يدخل منها ضوء الشمس وبه ثلاثمئة وستين سارية أو عمود، وهناك لوحة عليها رسم ذلك الحاكم أو الملك الفرعوني، والشمس تشرق وتغرب يوميا على ذلك المعبد، وفي يوم ميلاد ذلك الفرعون يقع شعاع الشمس على رسمه أو قبره. فالمهندسون بحساباتهم الرياضية عرفوا أن للشمس مشارق ومغارب مختلفة، فصنعوا ذلك لهذا الملك أو الحاكم وهذه ليست بمعجزة بل هذا يعني أن للشمس مشارق ومغارب بلحاظ الأبراج السماوية“.
• يقول القرآن: «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ • بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ • فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ»، وهذا ضعف بلاغي إذ أين هذان البحران المالح والعذب حسب التفاسير؟ العلماء إلى الآن لم يكتشفون ولن يكتشفون هذا الموقع الذي فيه مرج البحرين، هذا أولا، وثانيا: أي نعمة على الإنس والجان بهذا حتى يقال لهما «فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» هذا كقوله (إنا خلقنا الدينصورات فبأي آلاء ربكما تكذبان!).
تعليق: ”هذا أيضا من شدة جهل هذا الرجل، إذ أن دورة الحياة والكون مترابطة في النعم على الإنس والجان قديما وحديثا، فضلا عن إننا الآن نتنعم بنعم بسبب خلق الدينصورات، فالكهرباء تعتمد على النفط، والنفط سببه تحلل الدينصورات وغيرها من الكائنات الحية منذ آلاف السنين في باطن الأرض.
ثانيا: هذا الجاهل لا يعرف أن البشر اكتشفوا مرج البحرين اللذان يلتقيان وبينهما برزخ لا يبغيان، أي لا يدخل المالح على الحلو والعكس، فهذا ما رواه لنا أجدادنا في الخليج وهو غير بعيد، حيث كانوا يذهبون للغوص وصيد اللؤلؤ ويسافرون عبر البحار إلى الهند، فذكروا في أسفارهم ورحلاتهم الطويلة أنهم كانوا يحتاجون للماء العذب كي يشربوه، وكانوا يعرفون مواضع في قاع البحر ينزل إليها الغواصون فيجلبون منها الماء العذب الذي ينبع من باطن الأرض داخل البحر، والنعمة الإلهية في بقاء المائين معًا، إذ كما نحتاج للماء العذب وأن لا يفسده الماء المالح فأننا كذلك نحتاج للماء المالح أيضا بأن يبقى ولا يطغى عليه الماء العذب.
ثالثا: ما هذا الجهل، فأنه على فرض أن البشرية لم تقف على تفسير مرج البحرين المالح والعذب كما تضاربت أقوال الأدباء والمحققين في المراد من بعض حِكم ومواعظ أمير المؤمنين «عليه السلام» لكون الكلام البليغ قد يحمل أوجه عدّة، أو أن البشرية لم تكتشف هذا الموضع، فهل هذا يكون معناه الضعف البلاغي؟!“.
• يقول القرآن: «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ • فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» وهذا ضعف بلاغي؛ لأن اللؤلؤ والمرجان للأغنياء فقط وليس للفقراء والعرب الجاهليين، والذين لم يروا اللؤلؤ والمرجان، فكيف يمن عليهم بهما، وكذلك كيف يمن على الجن بهذه النعمة إذ أنه لا يحتاج إلى اللؤلؤ والمرجان كي يلبسهما!
تعليق ”هذا الجاهل يظن أن القرآن في أسراره ومعانيه مقتصر على أهل الجاهلية، مع أن أهل الجاهلية قد رأوا اللؤلؤ والمرجان وإلا كيف أطلقوا عليه هذه التسمية أيها الغبي؟ فالتاريخ يحدثنا أن اللؤلؤ والمرجان كانا متوفران في زمانهم، وأن الانتفاع بهما لم يقتصر على لبسهما فقط بل يشمل التجارة فيهما أيضا.
ثانيا: على فرض أن أهل الجاهلية لم يروا اللؤلؤ والمرجان فإن القرآن يخاطب البشرية من أولها إلى آخرها، فأهل الخليج مثلا انتفعوا باللؤلؤ وقد كان في فترة معيّنة مصدر رزقهم الوحيد، فمن يقرأ منهم هذه الآية له أن يقول: ”إلهي حمداً وشكراً لك على هذه النعم، هذه آلاء معيشتي“.
ثالثا: ما أدراك أن الجن لا يلبس اللؤلؤ والمرجان؟ الجن مخلوق غيبي، بعض جوانبه كشفها الله وبعضها لا نعرفه، فهل أن الله سبحانه وتعالى موظف عندك حتى يفصّل الأمور؟ إن منّ الله على الاثنين هنا لا بد من التسليم به وإن غابت عنّا حقيقة الانتفاع، فأين هو الإشكال البلاغي إن كان هذا الإشكال على المعنى؟!“. |