أمر اصبح معتادا ان نسمعه ونرى تطبيقه العملي خلال الفترة الحالية التي يمر بها العراق فقد اصبح كل شيء فوق السطح وتحت الشمس لا يحجبها الغربال كما هو القول السائد ، فدعاة الدين والتمظهر بزي الاسلام فقدوا بوصلة ميزانهم ومبادئهم وانسانية العيش المشترك عندما يخرجون على الامة بتلك الاتهامات الباطلة الغير واقعية إلا من نسيج خيالهم وقصصهم الخرافية .
ما يريده هؤلاء المختفين برؤوسهم كالنعامة ولكن ليس في التراب وانما تحت العمامة هو دمار النسيج العراقي ، فهناك يختزلون العلم والمعرفة والقرآن وسنة رسول الله في تلك العقلية المتعجرفة التي تأخذ بتلابيب حياتنا لتعصف بنا في هذه الدوامة المزاجية في الموت البطيء والمجاني ونكون هدفا لأولئك الذين يدّعون الدين ظلما وبهتانا.
فهذا خطيب سامراء الذي يلعلع صوته عاليا بالطائفية البغيضة ليقول في خطبة الجمعة يوم أمس (دعا خطيب جمعة سامراء الموحدة فؤاد سمير، الجمعة، الى اعتماد مشروع "حكم أنفسنا بأنفسنا" لإنقاذ أبناء المكون السني من العمليات العسكرية، فيما أكد أن المعارك الدائرة في محافظة الأنبار "طائفية".
وقال سمير في خطبة الجمعة التي ألقاها، اليوم، في ساحة اعتصام سامراء وحضرتها "السومرية نيوز"، إن "ما يحصل في الانبار من حل عسكري نتج عنه قتل وتشريد إنما يزيد الامر سوءاً"، مشيراً الى أن "هذا الحل جعلنا نفكر بمشروع يحمي جميع محافظاتنا من هذا المسلسل، الا وهو مشروع حكم أنفسنا بأنفسنا لإنقاذنا وخلاصنا) هذا هو خطاب الذين يعتمدون الطائفية والنهج التفريقي بين ابناء الشعب العراقي بالقول ان نحكم انفسنا بأنفسنا ولا يعترف بالديمقراطية والحكم الديمقراطي الذي يأتي عبر صناديق الاقتراع وعدم قبوله باختيار الشعب والاعتراف بالأغلبية لأنهم لن يقبلوا معادلة ان تحكم الاغلبية ويريدون ان تبقى الاقلية هي التي تتحكم برقاب الناس وان كان هؤلاء الناس هم أغلبية الشعب .
ولو قارنا هذا القول الذي اطلقه خطيب صلاة الجمعة في سامراء (نحكم انفسنا بأنفسنا ) مع قول المرجع السيد السيستاني في قوله الى مقلديه عن الاخوة ابناء المذاهب الاخرى ( لا تقولوا اهل السنة وانما قولوا هم انفسنا ) ،، ألا نجد في ذلك من الظلم ان نعتبر خطيب الجمعة في سامراء هو رجل دين مصلح خصوصا وهو يتحدث في صلاة الجمعة التي يعتبر من أهم ركائزها الوحدة الاسلامية ، الى متى تبقى هذه الاصوات النشاز تعلو في سماء العراق والى متى يبقى أبناء تلك المناطق تصادر آراءهم فهل من صحوة لينقلبوا على أمثال هؤلاء الذين تربوا في مدارس الفكر الوهابي المتعجرف ونهلوا علومهم من عقول وهابية آل سعود. |