قالوا لي لقد رحل المرزوك ..فقلت لهم لقد بقي وخلد فالذي يرحل من لم تكن في بضاعته لله وللمعرفة وللانسانية سهم ومنزلة وحظ ..فالفقيد قضى عمره في خدمة المعرفة والادب والكتب والمكتبات ..
جاء في الاثر الديني ...اذا مات ابن ادم يكون هنالك نداءان ملكوتيان ..لايسمعهما الا من كان لديه افق اوسع للتعاطي مع عالم الملكوت وعالم الميتيفيزقيا الدينية ...نداء ملكوتي للملائكة واخر ارضي لبني البشر ..فتقول الناس ماذا خلف ؟؟؟اي المتوفى ...وتقول الملائكة ماذا قدم ؟؟
اي ماذا قدم لربه ولدينه ولمجتمعه من اعمال تساهم في اثراء الجوانب الانسانية فيه وتفعيل قوى الخير ..وبناء صرح عبادة الله والتعرف الى خالق الوجود ونشر المنظومات المعرفية للبر والاحسان ونبل بني الانسان ..
والدكتور صباح المرزوك قدم ثقافة وعلما ورفد مجتمعه الكبير الجامعه والحلي بمعارفه وعلومه وابداعاته ..

قرات ذات مرة حديثا ان شاء الله يكون المرزوك الفقيد احد مصاديقه فعن الامام الصادق ع يقول من خلف ورقة واحده من علم كانت حاجبا بينه وبينه النار ..
وللمرزوك اكثر من 50 مؤلفا في شتى العلوم والمعارف خدم بها الادب والثقافة والعلم كثيرا وهي ان شاء الله ستكون له جنة من معادلات عالم الملكوت الصعبة .
على الرغم من انني لم اعاشر المرزوك الكبير ..لكنني اتذكر بعض ملاامح شخصيته من خلال علاقتي المعرفية مع الاستاذ الكبير الراحل قاسم عبد الامير عجام من اهالي جبله الطيبة الذي عرفناه كاتبا وناقدا من طراز مميز ..
الدكتور المرزوك ..درس ثقافي لنا في ضرورة التاسي به في التاليف اذا انه من اشهر اهل البيلوغريفيا والفهرسة في العراق وهو بحق ابن نديم هذا القرن في العراق ..ولها مؤلفات مميزة ولها اثرها الكبير في رفع المستوى الثقافي والمعرفي في العراق ..
رحل جسدك ...لكن علمك ووعيك بقى
فالناس موتى واهل العلم احياء