• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شكرا!!! .
                          • الكاتب : وجيه عباس .

شكرا!!!

إشكر الجميع على أي شيء وعلى كل شيء،على منحتهم الجامعية التي أعطوك إياها من دون واسطة في كيفية أن يحلم العراقي ثلاث وجبات في اليوم الواحد،قل شكراً على كل شظية زرعها الغرب في اللحم الحي لشرقك الاوسخ المتوسط،شكراً على نواح الأمهات،وبكاء الأخوات،شكراً على عالمك الصغير الذي يحتضر ليعيش العالم الأكبر بسلام،شكراً للحية عرفات وهو ينسج فوق جثة شارون تنازله الأخير،شكراً لدموعك فوق طاولة مباحثات خيمة صفوان وهم يبيعون العراق بالجملة على حرامية الوطن الجديد الذي يريد الجميع أن يكون جديداً ليعيدوا ملأه بنفاياتهم النووية،على الأخضر واليابس من أخوتك واولاد عمومتك الذين لاتعرف منهم سوى سمرة وجوههم،شكرا على كل اللقنابل والصواريخ العابرة للقارات التي حطت فوق منازل الفقراء ليتعلموا التكنلوجيا وفشل أسلحة دعائهم المتكرر بلا إستجابة،على السواد الذي يلفّ ماتبقى من أرواح الأمهات وهن يندبن أولادهن الذين خرجوا ولم يعرفوا طريق العودة!!،على أصابع الآباء الذين خرجوا الى السوق من دون شغل وعادوا إلى ذويهم بذبحات صدرية ونوبات قلبية،قل شكرا لكل من ساهم في إسقاط صنم واحد لتقوم مدينة كاملة من الأصنام،قل شكرا أيها اللاأسمّي منكم،كيف يجوز تسمية شيء لاتعرفه أصلاً!!،قل شكرا أيها الأولياء الصالحون الذين خرّبوا عالمك بكتابة الأوفاق والطلاسم،شكراً لكل من أفتى فتوى يحقن بها دمه،شكرا لمن لم يفت فتوى واحدة للحفاظ على البلاد من نفسها،شكراً لكل من قلّد فتوى أي واحد فينا،وشكرا لمن لم يقلّد فتوى أي واحد فينا،شكراً لكل الليالي التي سهرتها وحيداً،شكراً لتلك الجراح التي تذوب ولاتتوب عن الخروج من جلدك المتقرن مثل سمكة قرش،شكرا للحروب التي تبدأ حين يريدها الأغبياء في بلادهم،ولاتنتهي حين يريدها الأغبياء في بلادنا،شكرا لمرض السرطان وهو يقطف أحباءنا من غير علاج مصروف من صيدلية الأمراض المزمنة،شكراً للأمراض المزمنة التي عجّلت بالباقي من أيامنا الذابلة مثل غصن مثقل بالثمار،شكرا لكل الأطفال الذين نبصقهم في أرحام أمهاتهم ليخرجوا ويبصقوا علينا،شكراً لكل من يريد أن نقول له شكراً للاشيء،طمعاً منه بأن يكون له إسم في حساباتنا القلبية،ثق حينها ايها المكَرود أن القرار سيصدر بالاجماع على صحة حلمك الذي ستخرج به على العالم وأنت تقول له:أيها الحقير أنني عراقي حالم،انا نديم نفسي ومدمن معي،أنا أول من يدخل وآخر من يخرج،،أنا الجسد وأنا الظل،أنا الحقيقة وأنا الوهم،أنا الخيال وأنا الواقع،أنا من يصب كأساً لنفسه،لاأريد أن يمسك بكأسي أحد حتى لو أردت أن أسقي جسدي سم الفئران،لست فأراً لكن الفئران أقنعتني بجدوى شرب ماتبقى لي من إرث القوارض،انا قاس بعض الشيء على نفسي،لكنها ديمقراطية التكلم مع الذات،ربما كنت مصاباً بالفصام،لكن فصامي عراقي كامل الدسم وقبل ان يغلق العالم عليك حفرتك الكبيرة إطلب منه ان يرمي عليها دشداشة ابيك وشيلة أمك.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42473
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15