عندما أتكلم مع الشباب اجد ان اغلبهم ليس لديه هدف محدد ، فبمجرد ان أسأله : ( ما هو هدفك في الحياة ) ؟ اجده يتلجلج في الجواب ويحير وكأنه لم يفكر في هدفه مطلقاً ، فيحاول ان يفكر في هدفه حتى لا يقع في حرج امام السائل ويكون بلا هدف ! فيبدأ بالتكلم عن أهدافه المصطنعة في نفس وقت السؤال !!! فيجيب مثلا : هدفي أن اتخرج من الجامعة وأكون كذا او كذا ، او ان أكون صاحب أموال او صاحب منزلة سياسية ووووو الخ ! لكن في الحقيقة ان هذه الأهداف التي ذكرها تذهب ادراج الرياح عندما أُشكل عليه بهذا الأشكال : ( كل ما ذكرته ليست أهداف حقيقية ! إنما هي أهداف مرحلية ، فعندما تصبح طبيبا او مهندسا او تاجر كبير ، ماذا تكون بعهدها ؟ ) ، يعني ان كل ما ذكرته عبارة عن أهداف موهومة انت تتوقعها أهداف لكنها ليست أهداف والدليل ان الهدف هو منتهى المسير ، لكنك تصل اليها وتبقى تسير ولا تقف عندها ، وهذا يعني انها ليست اهداف أبدا !!!. وفي هذه المرحلة من الكلام يستسلم و يوقن انه بلا هدف ويعيش حالة من الضياع !!! . طبعا مع الأسف اغلب الشباب ان لم اقل كلهم هم في حالة ضياع الأهداف فلا هدف موجود وبالتالي لا وسيلة صحيحة ويبقى يعيش في حالة من الفراغ النفسي التي بدورها تؤدي الى أمراض نفسية كثيرة لا محل لذكرها هنا . |