يقال إن الحرية بأن تفعل ما يحق لك فعله لا أن تفعل ما تحب .. كما إن الانتماء لجهة معينة يحتم عليك الاقتداء بضوابط وشروط هذه الجهة أو المؤسسة وهو حمل ثقيل بعض الشيء، أما أن تمثل شخصا أو مجموعة أشخاص وتدعي الانتماء لهم و السير على خطاهم ولم يتم اختيارك من قبلهم فهذه مسؤولية كبيرة جداً، لكي تصبح مسلما عليك أن تنطق بالشهادتين و تقتدي بنبي الإسلام محمد (ص) وأهل بيته الطيبين الطاهرين (عليهم السلام)، وإن خالفت أوامرهم فقد خرجت عن الإسلام، كما لو انك خالفت شروط المؤسسة التي تعمل بها لتجد نفسك مفصولا من العمل .. أما إن قمت بعمل تعتقد انه صحيح بغياب المسؤول واغلب الذين يعملون معك في المؤسسة يقولون بأنه خطأ، ماذا يتحتم عليك؟ مؤكد أن العقل يملي عليك تركه، وان كان لديك بعض الأتباع فهم في عهدتك وخطأك خطأهم والويل كل الويل أن تقودهم نحو الهلاك، ماذا لو تركت هذا العمل؟ عندها تكون قد تخلصت من الخطر والحمل الثقيل وبإمكانك أن تأت بخير منه حسب الضوابط.
ظاهرة مسيئة للمذهب أطلق عليها حديثاً ( رواديد الطرب ) و من العار أن يقترن اسم الرادود الحسيني بالمطرب الشيطاني!
سوء فهم الرسالة الحسينية والابتعاد عن الهدف الحقيقي لثورة كربلاء هو السبب الرئيسي في هذا، فالذي يطلق قصيدة تحت عنوان "حسينية" مشابهه لاغاني الطرب والرقص ( مؤكد انه يستمع للغناء)، وان كان له هدف فهو الشهرة لا غير، وعلى حساب من وماذا! أين الحسين(ع) من هذا ؟ وما هذا الانتماء والاقتداء بمن يدعون الولاء والتبعية، أين المرحوم حمزة الزغير والمرحوم ياسين الرميثي والملا باسم الكربلائي .... أين المجالس الذي تحضرها الزهراء (ع)! أين القصائد الحسينية التي تُدمع العين وتُطهر النفس؟ اين الشعراء الهادفين في اختيار الرادود والقصيدة والموضوع ؟
بل حتى الزي المتعارف قد انتهى لننظر اليوم الى رجال تتشبه بالنساء-الحف وقصات الشعر والملابس الضيقة واستخدام خلطات تجميل- والمغنين كأن غايتهم اطلاق الالبومات والاكثار منها لا غير!
لا يسعنا اليوم سوى ان نسمي هذه الظاهرة (رقص على الجراح) ... نعم انهم يرقصون على جرحنا وعلى مبادئنا واخلاقنا الحسينية القويمة، ولا غاية لهم سوى تشويه الدين بعلم او بدون علم.
ان نستمع لهم ونرضى عنهم هي قمة الخيانة والاستهزاء بالدين، وليعلم كل رادود او مستمع على سبيل الاتباع لهؤلاء إن كل قصيدة تخرج بصوته إما أن تكون في ميزان حسناته أو في ميزان سيئاته وهو من يختار، مالنا والـ(دي جي) والألحان الغنائية، ما هذا الرقص على الجراح، إذا كنت رادود حسينياً فلتنقل رسالة الحسين في قصائدك، حكم ضميرك ودينك قبل نشر اي قصيدة ولتضع الزهراء (عليها السلام) نصب عينيك في المجالس (حتى أيام الفرح) وانظر كيف كنت ستقف بوجودها وماذا ستقرأ لها وبأي مظهر ستظهر امامها، واعرض قصيدتك على الإمام قبل أن تعرضها على الناس لأنها إما أن ترفعك وإما أن تهلكك ونسأل الله حسن العاقبة والرضا وقبول الاعمال. |