لم يكن مجلس الامن ليجتمع بشكل استثنائي بخصوص العراق وما يدور فيه لولا انهم وجدوا ان هذا البلد يحترق ويتعرض الى كل وسائل الارهاب العالمي بسبب ما يحدث فيه من تفجيرات وقتل وتطهير عرقي طيلة الفترة الماضية وهذا بالتأكيد له دوافعه وغاياته عند البعض من الدول الداعمة وبشكل مطلق لأولئك الذين أوغلوا بدماء الأبرياء وبالتأكيد ان هؤلاء هم من حثالات تلك المجتمعات العربية الوافدة الى العراق والمنتشرة بشكل كبير على امتداد الجغرافية العربية والعالمية ، فلم يعد الارهاب منحصرا في منطقة ومساحة دون اخرى وإنما يضرب في كل مكان سنحت لهم الفرصة فيه حينما تسوّل لهم أنفسهم المريضة قتل الابرياء من الإنسانية.
بات واضحا اليوم ان المستور قد انكشف وظهرت عورة اولئك الداعمين للمجاميع الارهابية بعد ان تلبسوا ثوب السياسة كذبا وبهتانا وضحكا على ذقون الجماهير البسيطة التي تحملت عناء الذهاب لانتخابهم ووضعهم في أماكن لا يستحقونها في حين تبين ان أغلب هؤلاء لهم ارتباطات بأجندات خارجية مشبوهة حد التسمم والخيانة للبلد وللشعب على حد سواء ويبدو ان هؤلاء مكبلين الى درجة انهم غير قادرين على الخروج من الشرنقة التي وضعوا أنفسهم فيها وهم يتلقون الأوامر والتوجيهات المخابراتية والسياسية من اولئك رعاع العرب .
ما أظهره مجلس الامن الدولي خلال الفترة الماضية من تفاعل كبير مع العراق وحكومته وشعبه في مواجهة الارهاب المتمثل بداعش وغيرهم من التنظيمات المسلحة هو الوازع الحقيقي لسحق الارهاب برمته فيما لو اتخذت دول العالم قرارا مصيريا وموحدا في مقاتلة الارهاب ، وبطبيعة الحال فان هذا الموقف دفع الكثير من دول العالم الى الوقوف الفعلي والحقيقي البعيد عن التصريحات مثل الموقف الروسي الذي أبدى بشكل فاعل الوقوف مع العراق ودعمه ومده بكل ما يحتاج من اسلحة وغير ذلك من اجل سحق هذه المجاميع القذرة ممن يسمون أنفسهم داعش والقاعدة وجيش النصرة ومن لف لفهم ، كما ان الموقف الاسيوي وبالذات الصين الشعبية كان واضحا جدا من اللحظة الاولى في وقوفهم الصارم ضد تلك المجاميع، والموقف الايراني من الجهة الشرقية للعراق الذي أبدي استعداده الكامل للمساعدة في سحق هذا التنظيم الاجرامي وكل عناصره التابعين له ، وبالمناسبة ان داعش ليست اكثر من مجموعة جبناء عادة ما تولي الدبر حين المواجهة كما إنهم كانوا في غالبيتهم من فدائيي صدام وهؤلاء تعلموا أسلوب التصفية الجسدية ، والغريب في الامر ان الموقف الذي كان من المفترض ان يكون اول الداعمين لحرب العراق على الارهاب هو الموقف العربي فعلا وليس قولا جاء متأخرا بشكل كبير ومن باب ذر الرماد في العيون او" الفشلة والعيب " كما يقول المثل العراقي وهذا ليس غريبا ان يكون الموقف العربي اليوم بهذا الشكل فهو معتاد على ذلك وكما ان البعض من هؤلاء العرب هم بالاساس داعمين ماليا ولوجستيا ومخابراتيا وكذلك سياسيا من خلال سياسة التجريف المعتمدة عند هؤلاء فكيف بهم لا يعملون على توفير الغطاء السياسي لهم ، ولكن نقول هل فَهِم المعترضون على ما يقوم به الجيش العراقي في المناطق الغربية؟ ويبدو واضحا ان الداعمين للإرهابيين يريدون تدمير العراق وتستخدمهم هذه الدول حصان طروادة في غاياتهم واهدافهم ؟ وهل يريدون تأكيدا اكبر من أن يصرح الامين العام للمنظمة الدولية بان كيمون على أن موضوع الدعم المقدم للارهابيين من دولة السعودية سيناقش في مجلس الامن الدولي خلال الفترة القادمة ؟ اليس هذا التصريح يؤكد شبهات التشكيك في اتهام السعودية مباشرة وتحميلها المسؤولية القانونية والاخلاقية على كل الدماء التي سالت بسبب تلك المجاميع النابحة وهم يقتلون ضحاياهم بدم بارد ؟ ألا يحق للشعب العراقي ان يقاضي مثل هذه الدول وكذلك السياسيين العراقيين الذين ارتضوا لأنفسهم خيانة شعبهم وهو يقتل بدم بارد على أيدي الجهلة وعتاة الموت والارهاب .
|