وماذا ستقول ألان ؟

                    إلى الطاغية هدام 
                في ذكرى حلبجة والأنفال 
                    مثلما كانت الأرض مبهورة.. 
بالرفات المدفونة بلا أكفان، 
ومن خلف زمهرير قضبانا.. 
أوصدت عليه بأحكام
أشارت له.. 
كل الأصابع المقتولة 
بالاستفهام: 
- أمتهم ! 
أم بريء أنت ؟ 
أم تراك مغفلا..
تحسب خفق خطواتك 
إلى الوراء أمام ؟ 
-  وماذا ستقول لشجو 
همومنا الثكلى ؟ 
حينما تواريت بعتمة 
تلك الحفرة،
متجليا بزعق المدفونين.. 
في أفول مقابر أصبحت شواهدها 
زاهية بالأضواء والألوان ؟
- وماذا ستنبس بصم آذاننا الحرى ؟
والآهات بين ضلوعنا تتلوى ،
كلما آلمتنا غلالة تلك الذكرى: 
- لم جرف أزلامك بغفلة.. 
سوسن بساتين حنة البصرة،
واهوار الناصرية وغدران ميسان ؟ 
- ونحن كالأطفال نتهجى.. 
ميراثك من لظى الحسرة،
متى ما أمعنا..
في يباب الأرض، 
التي تناثرت بين أجماتها.. 
أشلاء الشيوخ والأطفال في الأنفال؟
- وأنىّ كالآخرين نتلظى، 
يلفنا صداع الحيرة واللوعة
متى ما أرهبتنا..
مس فزع تلك الذكرى :
 لم اغتلت بسكتة..
مرح وغنج طيور الهور ، 
والق شهداء انتفاضات 
حلبجة والأنفال وشعبان ؟ 
- ونحن  مثلما الآخرون نسأل 
وهزأ قهقهتك الممسوخة.. 
في وسن القلوب تنغز: 
 أما آن الأوان لجوى شاربيك ، 
أن يرمش خجلا.. 
من ثغاء جثث القتلى.. 
التي كنت تغسلها بالدم والدخان ؟
- وأنى والآخرون لا زلنا ننهل، 
وصراخ دعواتنا يتعالى .. 
كلما أحيينا فجيعة تلك الذكرى: 
- ستلج بك اللعنة.. 
في أي زمان، 
بل في كل دهر ومكان !
- ونحن مثلما طيور الهور سنتهادى: 
نرش المّن وتباشير أصابع الحلوى.. 
في يباب الأرض التي تناثرت بين أجماتها : 
جثث ثوار الدجيل.. 
وشهداء انتفاضات حلبجة 
والبصرة وميسان