تنبع جميع مشكلاتنا من حقيقة أننا لا نعلم بأننا أحرار وأن بوسعنا أن ننوع "واقعنا" بألف طريقة مختلفة ، وهذا ما جعل الحد الزائد من الصراعات المختلفة للهموم السياسية ، إذا واصلنا فقدان "توازننا" سوف نكون معرضين للإنفجار السياسي .
إن رجل السياسة يقف على جبهة صراع عسكري لفظي وفكري ، ويتعامل أحياناً في حياته المهنية مع الطاقات الروحية لكي يلقي بها هنا وهناك ، كما أن أعمق متطلباته الإنسانية تضيع وراء "الهموم" التي يمثلها !
من هنا نجد أن الرجل السياسي الذي يستغرق فترة طويلة في منصبه " وزاري أو برلماني" دون أن ينفرد مع نفسه بإجازة وعزلة لفترة عن تلك المهمة أنه إما مريض نفسياً وإما لا حياة له خارج هذه المنظومة السياسية ، فلا يستطيع الإبتعاد عنها حتى آخر يوم في عمره !
وأما من ناحية العطاء والإنجاز فهو محترف سياسياً في كيفية تعاطيه مع الوضع وكيفية إرضاء الجميع وتقليل الأعداء من حوله ، فلا إنجاز أهم من إرضاء المعازيب ، وزيادة الرصيد ، هكذا يفسر الفلاسفة رجالات السياسة .
وهذا بالطبع "والحمدلله" من رجال السياسة غير متوفر في وطننا الحبيب ، ولا في دستورنا العظيم ، ولا في رجالات السياسة المحلية ، وإنما موجودون في عالم غير عالمنا هذا ، ويتحكمون في شعب غير شعبنا .. ويتمتعون في إمتيازات ليست في وطننا ، ولا يقبلون بالمنح المعطاء لهم من أراضي ومنتجعات ومصانع من المعازيب ، لذا يقولون فلاسفة الغرب عنا أننا شعوب نجهل كيفية اللعب السياسي وأن العرب يلهثون خلف المرأة والمال حتى في سياستهم القومية العليا ..!
الله المستعان ،،،
|