• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يوم ثارت العلوية .
                          • الكاتب : وجيه عباس .

يوم ثارت العلوية

 
"أمير" طالب في الصف الثاني الابتدائي، لم يتعرف على درجة سوى عشرة من عشرة، كان قريبا من جدته العلوية التي استعاضت به عن السيّد، تتذكر فرحتها الكبيرة حين كان يأتي حفيدها بدرجاته العالية التي تثبت تفوقه على جميع الطلاب، لكنه قبل عدة ايام حضر حزينا لأنهم أعطوا شارة" فارس الصف" لــ(أيهم) ابن الدكتور الفلاني الذي تعوّد على تبديل ملابسه التي يداوم فيها أمام الطلاب الفقراء، لم يكن "أمير" حسودا لأيهم لكنه يعرف ا ن "ايهم" لم ينل اكثر من "ثمانية من عشرة"، وحين قالت المعلّمة في "مدرسة الضحى الابتدائية) انها سوف تعطي الشارة الى فارس الصف، نهض "أمير" وقال لها:
-آني ست!؟
معلّمة الصف قال له:
- موانته فارس الصف، فارس الصف ايهم ابن الدكتور الفلاني!!.
صباح أمس، حضر أيهم قرب أمير وقال له انه يريد ان يعتذر منه، لم يفهم أمير اي كلمة منه،ولماذا جاء يعتذر منه، قال أيهم انه كان يسرق ورقة الامتحان من حقيبة أمير ذات الدرجات العشرة تنطح عشرة،ويقوم بمسح اسم أمير مكانه ووضع اسمه بدلا عنه ليفهم الدكتور اباه انه فارس الصف وأذكى طفل في الصف، أمير لم يهتم لاعترافات أيهم، بل ساءه أن تظلمه معلّمته التي تعمل في مدرسة أهلية (لاحكومية) لأنها أعطت شارة فارس الصف له بدون أن تراعي حقه في ذلك.
ثارت العلوية للظلم الذي لحق حفيدها، ذهبت الى مديرة المدرسة وحين علمت الست المديرة بذلك ضحكت وقالت:
-إي والله صُدُكَــ!!
بعيدا عن صُدُكَــ!! المديرة وظلم المعلمة، لدينا وزارة تربية اهتم وزيرها بالوزارة وترك التربية بيد أصحاب الصُدُكَــ!! والظلم، الى الحد الذي تجرأ طالب في الصف الثاني الابتدائي وأبوه يحمل شهادة الدكتوراه أن يزوّر ورقة امتحانية ليضحك على أهله وإقناعهم انه أذكى من غيره،ربما تأثّر بوالده او بصاحبة الصُدُكَــ!! ومعلّمة الظلم التي ربما شاركت أباه في تعليمه التزوير او غفلته عنه.
شارة فارس الصف مثل نوط الشجاعة الصدامية اشبه بسيفونة لاتساوي شيئا بقيمتها المادية،لكنها كبيرة لدى الطالب بقيمتها المعنوية، حتى الان اتذكر ذلك الشريط الاحمر الذي وضعته معلمتي في الصف الاول الابتدائي لانني كنت اشطر الصف، الان اتيقن ان سبب حصولي على ذلك الشريط هو عدم وجود أيهم آخر يحمل ابوه شهادة الدكتوراه في ذلك الزمن الابيض.
أي جيل يتشكل الآن في العراق في غياب السلطة الحقيقية والضمير الحي لدى مربّي الأجيال؟ وأي جيل سوف يقود المجتمع العراقي في قادم الأيام؟ جيل ...سيارات الأجرة لديه سايبات، ووسائل نقله الكيّات، ومابين الفيضانات والتزويرات ينشأ هذا الجيل القلق الذي وضعنا كل آمالنا المستقبلية على ظهره ليقودنا بعد أن نصل الى مرحلة التسقيط الفردي والزوجي لنصبح في النهاية رقما من الارقام في مديرية المرور الانسانية الى القبر!.
قادت العلوية ثورة تصحيحية لاتختلف عن ثورة نيلسون مانديلا سوى ان مانديلا لايعرف العلوية ولا العلوية تشرفت برؤيته او زيارته الى السجن وارسال دبة طرشي اليه لانها تعلم ان الاخوة الافارقة يحبون الطرشي، كل صيحة بوجه الظالم هي ثورة انسانية امتدت الى الخارج ام المدرسة والى المكان الذي تجلس فيه صاحبة الصُدُكَــ!! او معلّمة العمى ان قادها مانديلا او العلوية التي لم تندل مانديلا!.
سأرسل الى "أمير" شارة فارس الصف باسم العراقيين من اجل ان نعتذر منه جميعا، وزير.....التربية، وأم الصُدُكَــ!!، ومعلمة الظلم،شريطة ان تقوم العلوية بتعليقها على صدره الصغير على ان لاتتقمص العلوية دور صدام فتصبح صدّامة وتقول له: عفية!.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=40368
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15