• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الكهرباء بين توفر الطاقة وسوء التوزيع .. .

الكهرباء بين توفر الطاقة وسوء التوزيع ..

عندما قامت وزارة الكهرباء بادامة الكهرباء لاربع وعشرين ساعة في اليوم لم نصدق ذلك تم حمدنا الله لان استمرار التيار استمر لمدة شهر قبل الامطار الاخيرة وكبر عندنا الامل وقلنا صحيح ان هناك نوايا مخلصة للنهوض بالعراق وهذا اول الغيث انشاء الله واننا سنتخلص من المولدات الاهلية التي سامتنا   العذاب على مدى سنين طويلة حتى ياسنا من اصلاح هذه الكهرباء وسلمنا امرنا للمولدات الاهلية وهي تستنزف دخلنا واعصابنا وصحتنا  ، الكهرباء مثلت تحديا وهاجسا لجميع العراقيين في الوسط والجنوب والمنطقة الغربية باستثناء كردستان التي تتنعم بكهرباء حقيقية وليست وهمية لان هذه المفردة ارتبطت دائما مع عشرات المليارات المهدورة وضياع عشر سنوات دون نتيجة واقعية وهذا المال المهدور والوقت الضائع شكلت عنوانا مؤلما لواقع لم يتم الخروج منه وهو واقع الكهرباء المزري.فترة ليست بالبعيدة وتحديدا في الفترة الانتقالية بين الشتاء والصيف وهي الفترة التي يقل فيها الطلب ويتحسن وضع الكهرباء تسابق قادة البلد ومن له علاقة بالطاقة والكهرباء بإطلاق التصريحات الكهربائية ذات الفولتية العالية وهم يزفون البشرى تلو البشرى للشعب العراقي عن استقرار الكهرباء وتصديرها الى الخارج وان زمن المولدات الأهلية قد انتهى  وسنحظى ببيئة نظيفة خالية من التلوث التي كانت تسببه المولدات التي فاق عددها في بغداد المليون مولدة تنفث سموما اضافية من تشغيلها بالنفط الاسود  وبين تصريحات المسئولين الكهربائية وبين تحسن واقع الكهرباء وبين توجس وقلق الأهالي من ان هذا التحسن لا يعود الى حقيقة اكتمال المحطات الكهربائية بقدر ما يعود الى العوامل الطبيعية وقلة الطلب صدق البعض من الأهالي هذه التصريحات فتمردوا على أصحاب المولدات وامتنعوا عن أداء ما عليهم من ذمم مالية الا بعد ان يقوم أصحاب المولدات بتقليل المبلغ بل ان البعض كان على عجلة من أمره وقام بقطع السلك الممتد وقطع علاقاته مع صاحب المولدة بينما توقف البعض عند التجارب والتصريحات السابقة وهم الأغلبية وقرروا الإبقاء على حبل الود مع أصحاب المولدات لاحتمال ان تكون الحكومة غير جادة وغير واقعية وفعلا ومع أول موجة شتاء وغرق الأزقة والشوارع بسبب صخرة .....غابت الكهرباء وساد الظلام وعادت حليمة الى عادتها القديمة وعض من قطع حبل الود مع أصحاب المولدات أصابع الندم واضطر صاغرا إلى طلب الصفح وتحميل  الحكومة مسؤولية تمرده لان صدق بما لا يمكن تصديقه. ان من المسلمات التي يعرفها الجميع ان مشكلة الكهرباء تتلخص  ناحيتين مهمتين هما  ،، قلة الطاقة  ،، وسوء التوزيع  ،،والظاهر ان وزارة الكهرباء قد استطاعت مؤخرا من التغلب على احدى المشكلتين وهي قلة الطاقة فمن خلال استيراد محطات توليد وادخالها للخدمة اصبحت الطاقة متوفرة وكافية لتغطية العراق . لكن بقيت المشكلة الثانية وهي كيفية توزيع هذه الطاقة الكبيرة ، فكلنا نعلم ان الكهرباء تفتقد محطات ثانوية لان جل المحطات الثانوية اصبحت قديمة ولا يمكن الاستفادة منها  ان شبكات الاسلاك كلها قديمة ولا تصلح لحمل الطاقة ، ان الكهرباء تحتاج الى تحديث شبكات التوزيع من محطات ثانوية واستبدال الشبكىة الحالية بشبكة قابلوات ارضية تمنع التجاوز ومنع الهدر وتضمن استلام اجور من المستهلكين تغطي نفقات منتسبيها وخدماتها وترفد الخزينة المركزية لان وزارة الكهرباء مثلها مثل وزارة النقل والتجارة والنفط من الوزارات التي ترفد الخزينة باموال لا ان تعتمد على الميزانية ، اننا نتطلع الى تتغلب وزارة الكهرباء على مشكلة التوزيع للطاقة لانها لا تقل اهمية عن  توفر الطاقة  اننا ندعو وزارة الكهرباء للاستعانة بشركات عالمية سبق وان عملت في العراق واثبتت لتنفيذ تحديث شبكات التوزيع من محطات ثانوية وشبكات الخطوط والاعتماد على القابلوات الارضية الحديثة والاستغناء عن الاعمدة وجعلها للانارة فقط  و هذا ليس مستحيلا مع ميزانية  هائلة تزيد على ميزانية اربع دول  مجتمعة  هي الاردن وسوريا ولبنان وتونس   .. والله الموفق ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39910
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16