• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا نقتل الامام الحسين مرة اخرى ؟ .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

لماذا نقتل الامام الحسين مرة اخرى ؟

سجلت الثورة الحسينية اروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء , في سبيل المبادئ السامية , التي تقارع الظلم والطغيان والفساد والمفسدين واذنابهم في كل العصور والعهود . فان هذه الملحمة الجهادية والنضالية , لا تنتمي الى طائفة معينة ومحددة , ولا تنتمي الى دين ومذهب محدد . بل هي تنتمي الى كل شعوب العالم قاطبة , انها تراث انساني خالد  يتجدد , في كل عصر وعهد , طالما موجود  ظلم يساند جبروت الفاسدين  والمفسدين , طالما موجودين  ثعابين الفساد التي تنخر جسد الاوطان , بنهب وسرقة خبز الفقراء وثروات الشعوب , انها ملحمة تقدم الدروس والعبر  الى كل  الشعوب التواقة الى الحرية والحياة الكريمة , لذا من الاجحاف والظلم , حصر هذه الملحمة الانسانية والجهادية التي هي مفخرة عظيمة في تاريخ الشعوب   , ان تلتف  بثوب الحزن والبكاء والنحيب , بدلا من ان تكون نبراس مضيء ومشرق  , للجهاد لمواجهة سلطة الفساد والمفسدين والعابثين بكرامة وحرمة شعوبهم , انها نور يضيء درب الحرية وكسر قيود واصفاد  الطغيان . لذا فانها  ملحمة عالمية لكل الانسانية قاطبة  , ولايحق لاي طائفة ان تحتكرها وتسجلها باسمها , فلم يكن الامام العظيم ( ع ) شيعيا او سنيا , انها ملك لكل شعوب العالم  , ومللك لكل الاديان السماوية . انها ملك لكل فقراء العالم والمحرومين والمظلومين . انها ملك لكل من يسير في درب الجهاد والنضال , في سبيل تحقيق الحقوق المشروعة , في الحرية والحياة الكريمة والعيش الكريم والكرامة الانسانية . انها ملك لسلطة العدل وميزان الحق , ضد الباطل والطغيان . انها ملك للفكر الانساني وتراثه العظيم , انها ملك لكل مقاوم في سبيل الحق وطرد شرور الباطل والفساد , انها تقدم صورة رائعة  لجسارة المجاهد والمناضل من اجل الحياة الحرة الخالية من الاحزان والاتراح والظلام  , انها نور الايمان والتقوى وصدق المسؤولية والواجب الشريف لكل انسان يملك ضمير ووجدان حي  , انها عنفوان الامل في المستقبل الافضل , والامام الحسين ( ع ) يقدم  باستشهاده  اروع ملحمة الصمود والمقاومة  وهو يعلو بصوته الشامخ والعملاق  , الذي صار امثولة الشعوب ( هيهات منا المذلة ) صار نشيد الوطني  للشعوب المحبة للحياة , والتي  تتطلع بنظرة تفاؤل واصرار بانها تملك الحياة والمستقبل الزاهر   , و ترفض حياة  الخنوع والمذلة والهوان , وترفض ان تلوذ بالصمت  وافاعي الفساد تنهب  وتشطب الحياة الكريمة والحرة  , انها صرخة مدوية لكل صعاليك الظلم والطغيان والفساد . ليس من محبي الامام الحسين ( ع ) ولا من انصاره من يلوذ بالبكاء والنحيب ولم يطالب بحقه المشروع , في الحرية والعيش الكريم والمستقبل المضمون له ولعائلته , ليس من انصار الامام العظيم , من يسكت على الظلم والفساد , ولا يحتج ولا يثور على القدر المزيف , ولم يجابه آفة الفساد والمفسدين وسراق خبز الفقراء , وناهبي خيرات شعوبهم , من اجل اسعاد ملذاتهم الانانية واشباع شهوة طمعهم وجشعهم , بالمال الحرام . ان اعداء الحسين ( ع ) هم من يشرع شريعة الفساد والفاسدين والمفسدين , ان ثورة الحسين العظيمة , ضد التعصب الاعمى والطائفية , وضد اراقة دم الابرياء , انها تتجلى بمعانيها السامية , في الجهاد في سبيل الحق , ورفع روح قيم التسامح , التي تمد جسور التواصل والتفاهم والتوافق , من اجل السلام والحرية والمستقبل الافضل , انها ملحمة انسانية , يفتخر بها كل انسان شريف ومخلص لشعبه وبلاده , وباي دين ومذهب وعقيدة كان . انها ملحمة الجرأة والشجاعة والبطولة في وجه الظلم والطغيان والاستبداد 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39220
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 30