هيَ المأساة يا زمني تنامتْ
وأطرافٌ بما مَلكتْ تعادتْ
مُسعّرةٌ مجهّزةٌ بغلٍ
وأشرارٌ إذا برزتْ أساءَتْ
أ قالوا أنّها حربٌ لأهلٍ
تكذبّهمْ بما وَضًحتْ ولاحتْ
لأنّ الحربَ مِن بُدَعِ افتراسٍ
لطاغيةٍ وحاشيةٍ تمادتْ
وأنّ أجيجَها سببٌ لحكمٍ
يبيدُ الناسَ إنْ رفضتْ وقالتْ
أقولُ لهمْ إذا جَهَرتْ حقوقٌ
فأنتمْ سُجْرها كيفَ اسْتقادَتْ
فمَنْ حَفرَ الخديعةَ ضدّ شعْبٍ
يكونُ وقيعها يومَ اسْتدارتْ
لأنّ الشعبَ عنوانُ التحدّي
ومَنجى مِنْ مُعاديةٍ أكادتْ
وكمْ صُنِعتْ حُروبٌ دونَ عُذرٍ
تولّتها أكاذيبٌ أجادتْ
إذا نظرَ الزمانُ بعينِ صِدقٍ
يُجابهنا بخائبةٍ أصابَتْ
تُخاصِمنا الليالي دونَ ذنبٍ
وتأسرنا بأصفادٍ أحاقتْ
تباركَ جائرٌ قوّالُ أفكٍ
يحاجج أمّةً رقدتْ وخابتْ
فلولا بعضهمْ يُدحى ببعضٍ
لما طفحتْ مفاسدُها وفاضتْ
فظالمُها بمظلومٍ يُفدّى
وجاهلها على سُررٍ تزاهتْ
وناهِبُها من الإثراءِ أعْمى
ومٌصلحها كغائرةٍ أغارتْ
تُصاحبنا الخطوبُ بلا انقطاعٍ
وتضربنا بداهيةٍ توالتْ
وإنّ حُروبها تأتي إلينا
لأنّ بنا مُداعيةٌ أقامتْ
فإنّ الشيئ مجذوبٌ لشيْئ
وكلّ ضديدةٍ فينا استعانتْ
تُسائلنا الحوادثُ حينَ تصْحو
وتَصفعنا بواهيةٍ أعاقتْ
وتُدرينا بأنّ الحربَ جرمٌ
ومَحرقةٌ لأقوامٍ تلاحتْ |