عاش الشاعر معظم أقطار الوطن العربي من مشرقه حتى مغربه , مدرساً عدّة أجيال من ابنائه وشبابه , في مدارسه الثانوية ومعاهده العالية , هذه مقاطع من قصيدة طويلة , يناجيه من خلالها :
أجّجْ دماءَكَ ما تعيشُ مُحاربا
لا يسمعُ الدّهرُ الأصمُ مُعاتبا
اقحمْ بحزم ٍ لا يُثنـّى عزمُهُ
إنْ رمتَ أنْ تجدَ السّموَّ مُصاحبا
لا يستقيمُ مع الزّمان ِ تردّدٌ
فالصبرُ حجَة ُ منْ تعوّدَ خائبا
منْ ذا بقدرتِكَ التي بجَلتـُها؟
خضتَ المعاركّ والحياة َتجاربا
والرأيُُ قبلَ السيفِ إنْ جدَّّ الوغى
والعقلُ فوقَ الزندِ يعلو مراتبا
اللهُ أكبرُ أنتَ أولُ منْ أبى
ظلمَ العبادِ ولا تفاخرُ عِاتبا
صلـّوا معي لمنْ ارتقى مجدّالعلا
لولاهُ ما عرفّ الشموخُ تعاقبا
هذا الذي قدْ طلَّ منْ أفقِ السما
ليشيرَ نحو اللهِ وجدا ذائبا
وروى أديمَ الأرضِ منْ بركاتهِ
خيراً يجودُ سنابلاً وأطايبا
فالعدلُ والإنسانُ مبعثُ فكرنا
واللهُ يبقى للنفوس ِ مُحاسبا
*************
يا موطني ناجيتُ أرضكَ أذرعاً
عرّجتُ فيكَ مشارقاً ومغاربا
من(بصرةِ الحسن ِ)التي غازلتُها
حتـّى( رباطِ الفتح ِ) عشتـُكَ جائبا
طوراًعلى(الأوراس) أنفحُ طيبَهُ
أو فوقَ ( قاسيونَ) أمسي شاربا
لي في زوايا(القيروان ِ) تفسحٌ
غرّبتـُها في ( برقةٍ ) متقاربا
صوبَ(الكنانةِ)إذ ْ يطلُّ نسيمُها
كالطلِّ في ليل ٍضربتُ مُضارِبا
وإذا رُبى(لبنانَ) قضقضَ أضلعي
فيثيرني لفحُ (الجزيرةِ) غاضبا
منْ لامني في حبّهِ متجنـياً
قدْ زدتـُهُ حبّاً ودمعاً ساكبا
************
والشعرُ ما مرَّ السباتَ حياتـَهُ
في كلِّ طور ٍ يستجدُّ مواهبا
انا عزمُهُ لا أستكينُ لكبوةٍ
أنـّى رأيتُ من القلوبِ مقالبا
خذ ْما تشا منْ فيض ِبحر ٍأحرفاً
سطـّرتـُها درراً وقولاً صائبا
ثبتاً على ثغر ِ الأنام ِ قصائدي
سيّانَ تذهبُ صادقاً أمْ كاذبا! |