كل يومٍ
في بلادي نكبة أخرى
أتـت من نسل أخرى
والرزايا بينها حبل امتداد وانتماءْ...
كلما نوشك أو نحلم أن ننسى مصابا
جاءنا غير مصابٍ
فكأن الوصل بين الموت والموتِ
عـهـودٌ ووفــاءْ...
كل يوم
عبوة أخرى
حزام ناسفٌ
سيارة ملغومةٌ
وسرايا شهداء...
كل يوم
يفتح الحزن لنا كـفـّـيـهِ
يهدينا المآسي في سخــاء...
دمـعـنــا يـنـزل ذلاً
دون معنى
مثلما يحترف الطفل البكاء...
دون أن نفهم ما أسبابهُ
من بداياته حـتى الإنتهاء...
إنني أسال نفسي
لمن الشعر
لمن أسئلتي
ولماذا الموت بالجملة والمفردِ
والسعر هـبــاء...
ولماذا
ثم ماذا
أجنون أم بـلاء...
هل بلادي كـفــن نلبسهُ
في صباح ومساء...
هل بلادي كلها
صارت غصونا
طلعت من كـربلاء...
نحن أهداف سباقٍ
وجميع الناس تـرمـيـنــا
تريد الفوز في قتل جميع الأبرياء...
قـتـلـنــا عار على جبهة كل العرب الأنـذالِ
كل الأدعياء...
نحن من خذلانهم نصرخُ
من طـعـنـاتـهـم نصرخُ
لـكـــنــهـُـــمُ في موتـنــا
سُــرّوا لحد الإنتشاء...
فكأن القتل باب اللهِ
يؤتى منه من دون عناء...
وكأن القتل
غـفـران ذنوبٍ
وطريق نـحـو رضوان السماء...
لعن الله شيوخاً
حرّفوا الدين بخبث ودهاء...
جعلوه جـسـر أغـراضٍ
وثوبا للتباهي وحذاء...
ما الذي يبقى من الدين إذا صار ثيابا وحذاء...
واحتيالا لخداع البسطاء...
وقناعا
خلفه يختبئ الـقـبـحُ
وأنواع الخطايا والبغاء...
غسلوا أدمغـة الناسِ
إلى أن حـولــوهــم
لكلاب وذئاب
آكلي لحم بني الإنسانِ
مصاصي دماء...
فـَــقــَـدَ الموت على أيديكــمُ دهشتـهُ
هـيـبـتـــهُ
لم يـعــد بالـقــدر المكتوب أو محض قـضـاء...
لم يـعــد للموت وزنٌ
واحترامٌ
أو بقايا كبرياء...
لم يعد للموت حــســن أو بهاء...
لم يعد حـقـــا وجـِــدّا إنما
لعبة يـبــرع فيها السفهاء...
لعبة من طـرفٍ لا طرفـيــن
يضعُ القانون لـللعبةِ
والتوقيت للشوطِ
شروط الفوزِ
يستحدثُ
يلغي ما يشاء...
إنتهى الدين على أيديكـمُ
ماتَ
وهل من بعد موت الدين ضوء أو رجاء...
أدفنوا جثته لا تتركوها
عَــفـَــنـَـــاً فوق العــراء...
عبث أيامنا
عبث أشعارنا
داؤنا منا
فمن أين سيأتينا الدواء...
بغداد 27 أيلول 2013 |