• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح26 .
                          • الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) .

إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح26

بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على أشرف الخلائق محمد وآله الطيبين الأطهرين المنتجبين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا 
 
الحلقة : السادسة والعشرون 
بقلم : سماحة آية الله المُحقّق الشيخ محمد السند "دام ظله الشريف"
الموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن الحديث
 
---------------------------
 
العنوان :
اسباب الانحراف والتحريف في الدين
 
لقد رصد القرآن اسباب انحراف اليهود والنصارى وكثير من الملل والنحل وتحريفهم لدين انبياءهم 
ومن اهم تلك الاسباب التي رصدها القرآن هو خضوع علماء اليهود والنصارى للحكام السياسيين :
 
قال تعالى مخاطبا علماء اليهود : 
(إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون واﻷحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الكافرون ).
 
والشراء باﻵيات ثمنا قليلا هو العبث والتحريف للاحكام والحقايق الدينية بسمسرة الحكام السياسين .
 
قال تعالى: 
(يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم وأوفوا بعهدي اوف بعهدكم وإياي فارهبون وءامنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولاتشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فارهبون ولاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون) .
 
وقال تعالى : 
(ولاتشتروا بعهدالله ثمنا قليلا إنما عندالله هو خير لكم إن كنتم تعلمون) .
 
وقال تعالى : 
ياأهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون.....إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في اﻷخرة ولايكلمهم الله ولاينظر إليهم يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب أليم .
 
وفيما روي عن العسكري ع في شأن علماء اليهود : 
إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علمائهم بالكذب الصراح وبأكل الحرام وبالرشاء وبتغيير اﻷحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصنعات .
 
وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم وأنهم اذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه وأعطوا ما لايستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم وظلموهم من أجلهم. وعرفوهم بأنهم يقارفون المحرمات واضطروا بمعارف قلوبهم الى ان من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لايجوز ان يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله .
 
...وكذلك عوام أمتنا اذا عرفوا من فقائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة والتكالب على حطام الدنيا وحرامها وإهلاك من يتعصبون عليه ...ومنهم قوم نصاب لايقدرون على القدح فينا يتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا وينتقصون بنا عند نصابنا [أنصارنا] ثم يضيفون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من اﻷكاذيب علينا التي نحن براء منها فيتقبله المستسلمون من شيعتنا على انه من علومنا فضلوا وأضلوهم .
 
وهم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن علي ع واصحابه ....وهؤلاء علماء السوء الناصبون المشبهون بأنهم لنت موالون وﻷعدائنا معادون يدخلون الشك والشبهة على ضعفاء شيعتنا فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب ....
ثم قال :
قال رسول الله (ص) شرار علماء امتنا المضلون عنا ، القاطعون للطرق إلينا ، المسمون أضدادنا بأسمائنا ، الملقبون أضدادنا بألقابنا . 
 
والحاصل :
من توصية الآيات والروايات المتواترة لزوم استقلال وتحرر علماء الدين عن تبعية وتحكم الساسة والسياسيين و إﻻ فإن مصير الدين الى التحريف والانحراف بحسب اهواء والمصالح الذاتية والشخصية للحكام والسياسيين .
 
كما روي :
إذا رأيتم العلناء على ابواب الملوك فقولوا بئس العلماء وبئس الملوك واذا رأيتم الملوك على ابواب العلماء فقولوا : نعم العلماء ونعم الملوك . والحديث يشير الى التبعية فإن كانت من العلماء للحكام السياسيين فهو الوبال على الدين واما العكس فهو حياة للدين .
 
وقال عليه السلام : 
العلماء احباء الله ما امروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولم يميلوا الى الدنيا ولم يختلفوا الى السلاطين فاذا رأيتهم مالوا الى الدنيا واختلفوا الى ابواب السلاطين فلا تحملوا عنهم العلم ولا تصلوا خلفهم ولاتعدوا مرضاهم ولاتشيعوا جنائزهم فإنهم آفة الدين وفساد الإسلام يفسدون الدين كما يفسد الخل العسل .
 
وهذا من اعظم واخطر اسباب الانحراف والتحريف الذي وقع في الديانات السابقة وهو تبعية العلماء للانظمة والحكومات السياسية وعدم استقلال عالم الدين عنها .وهذا هو الدسيسة الاسرائيلية في الدين والإديان .
 
فمن الغريب ممن هم إلعوبة القوة السياسية الطعن بالاسرائيليات على تراث الحديث لاهل البيت ع الذي ينادي باستقلال عالم الدين .وليس ذلك إﻻ لإن منهاج تراث الحديث لاهل البيت ع يحرجهم ويفضح تبعيتهم لبرامج تملى عليهم من القوى السياسية ماحقة للدين.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37300
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15