• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الخيبات الديمقراطية!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الخيبات الديمقراطية!!

الإنسان العربي ضحية الآليات الإكتئابية , التي نالت منه في القرن العشرين , 
وأسست لمناهج العجز المُتعَلم , والتيئيس المُنظم , والشعور بالقنوط والإستسلام.
وفي مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين , دبت في عروقه حرارة الحياة , 
وتأججت في أعماقه الطموحات , فانتفض ثائرا يريد حياةً تليق به , أسوةً بغيره من أبناء الدنيا , 
التي أطل عليها عبر شبكات التواصل الإجتماعي ومواقع الإنترنيت , التي أحضرت العالم إليه , 
بكل ما فيه من تطورات ومستجدات ومستويات عيش وحياة.
وحسب الإنسان المظلوم المقهور الكاظم لغيظه لقرون , 
بأنه سيبدأ مشوار اليقظة والتمتع بحياته وثرواته , بعد تغيير أنظمة الحكم , 
التي وجدها السبب الرئيسي في إعاقة حريته وكرامته ومنعه من نيل حقوقه الإنسانية.
وقامت قيامة الثورات وتسارعت التطورات , 
وإذا به يتمكن من إسقاط الحكومات والرؤساء , 
بإرادته الحرة , 
وبمعونة الآخرين , 
وأفضت به الثورات إلى وديان الفراغ , ومتاهات السرابات الديمقراطية , 
التي راح يطاردها متوهما ومصدقا ومكذبا في ذات الوقت.
وأراد الشعب ما أراد , وما وجد على أرض الواقع شيئا مما أراد , 
بل إنقلب السحر على الساحر , 
وتحولت الميادين إلى سوح تفاعلات سلبية , وصراعات حزبية , ونداءات فوضوية.
والشعب بلا قيادة لا يمكنه أن يصنع تأريخا ويبني دولة ويقيم نظاما , 
فالمظاهرات والإعتصامات , لا تصنع دولة ذات منطلقات ديمقراطية , 
وإنما لا بد من القيادة الديمقراطية ,والدستور الديمقراطي , والمؤسسات الديمقراطية.
ولا بد من البُنى التحتية اللازمة لصناعة الحياة الديمقراطية.
ولعدم توفر الأركان اللازمة للنجاح , 
عصفت الخيبات , وانطلقت الصيحات , وتفاعلت السلبيات , وتنامت الإحباطات , 
فوجد الناس أنفسهم أمام حالة لا يدركون تطوراتها ومراحل إستحالتها , 
فتناهبتهم العاديات , وظفرت بهم الصراعات.
فانتقلوا من سيئ إلى أسوأ , ومن وجعٍ إلى أوجع , 
ومن ميادين الإستبداد , إلى مواضع التلاحي والإشتداد!
فهل من أدوية ولقاحات تقي من الخيبات؟!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36798
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16