• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أوباما يهرب إلى مصر ! .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

أوباما يهرب إلى مصر !

يتعرض الرئيس باراك أوباما الى مزيد من الضغوط في الداخل الأمريكي.فالنواب الجمهوريون الغاضبون من سياساته وعدم قدرته على ضبط أيقاع الحراك الخارجي والتأخير الواضح في رسم معالم التفوق في إطار الصراع العسكري في أفغانستان ,يحكمون الخناق من حوله. وفي غياب مرشح من نوعية متفردة تنافس على مقعد الرئاسة في الدورة القادمة ,فإنهم يحاولون وضع العصي في العجلة لتخريب بعض مايراه الرئيس إنجازا على صعيد الداخل ,وعلى مستوى العلاقات الخارجية.
وبعد عام من إقرار نظام الرعاية الصحية بحلته الجديدة ,فإن نواب الأغلبية يرغبون بمراجعة القانون وربما إلغائه لأنه يتعارض والسياسة المعتمدة في إطار عقيدة الحزب الجمهوري ,مثلما إنهم عملوا بجد على تأخير الإتفاق الذي كان مزمعا مع روسيا والمتعلق بمعاهدة ستارت, وهم أيضا يقفون له في (الرايحة والجاية) علهم يذهبون بما بقي له من حضور في نفوس الناخبين متقلبي المزاج والساخطين جراء المشاكل المتراكمة, وليس آخرها الأزمة المالية التي لم يتعاف منها الجسد الأمريكي للحظة.
بعض الإزمات الدولية رغم إنعكاساتها الظاهرة على المصالح الحيوية للولايات المتحدة إلا إنها توفر جوا من التفاؤل في نفس الرئيس الذي سيكون عليه أن يدلي برأيه في كثير من القضايا,وبصراحة فإنه لم يتأخر كثيرا لينتقد سياسة نظام حسني مبارك السيئة والتي أدت إلى الإحتقان وخروج الجماهير الغاضبة الى الشارع في مدن مصرية متعددة,وفي تطور شبيه بالذي حصل في علاقته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو حين ضيق عليه وطلب منه التنازل وعدم التشدد مع الفلسطينيين في إطار مباحثات السلام ,فإنه رفض الإنصياع لمطالب إسرائيلية بتوفير الدعم الكامل لنظام الرئيس مبارك المنهار, وأوضح إن واشنطن لن تستمر في دعم نظام لايلبي حاجات ورغبات شعبه .
هذا السلوك من أوباما يعد بحسب مراقبين هروبا الى الأمام ودلالاته ستكون غير واضحة,ولن يأت بنتيجة على صعيد التأثير في مصر وعلاقاتها, لأن مبارك سلم الأمر لأتباعه من العسكر الذين يرتبطون بعلاقات حميمة مع تل أبيب وواشنطن وبالمنظومة العربية الفاشلة والتابعة للغرب.
 في الداخل الأمريكي فإن المياه بدأت تتسرب من تحت أقدام الرئيس وحزبه الديمقراطي وهناك تحركات محمومة من قبل المنافسين لإحباط أي تقدم يمكن أن يحرزه في سياساته الداخلية والخارجية وعليه أن لايهرب الى الأمام بل أن يتحلى بالشجاعة ويواجه التحديات..
hadeejalu@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3652
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15