سألني أبني الصغير وهو يستمع معي الى الاخبار حول الثورة الليبية ضد الدكتاتور القذافي , مامعنى الرصاص الحيّ ياأبي ؟ وهل هناك رصاص ميت؟ فقلت له انه حيّ في تدميرأهدافه, ولانه يقتل الاحياء الحقيقيين من ابطال الثورة في ليبيا وغيرها من البلدان الثائرة في البحرين والجزائر واليمن ….وليس هناك رصاص ميت ياولدي .. بل هناك ضمائر ميتة تطلقه وقلوب لاتعرف الحب ولاتفقه الرحمة والرأفة!
بالرصاص الحيّ ياولدي , يقتلون الطيور الصغيرة المغردة للخلاص.... يقتلونها بدم بارد, هؤلاء الاوغاد المرتزقة يطلقون الرصاص البليد الاصم نحو الصدور النابضة بالحياة ليمزقها ويمنعها الكلام و يكتم اصواتها عن الغناء للحياة الجديدة . انها التكاليف الباهضة ياولدي تدفعها الشعوب الحرّة مقابل الحرية والكرامة.
ليس هناك انسان حرّ على وجه البسيطة لا يدعم الشعب الليبي في ثورته العظيمة ... ولايسجل موقفاً انسانيا ً واعياً وواضحاً ضد مايحدث من مذابح بحق المدنيين الابرياء….. والا فنحن مجموعة مسوخ لانستحق حتى الوجوه البشرية التي نرتديها…. لاسيما الشعوب التي ذاقت القهر والاضطهاد على أيدي الاشرار!.
صور مروعة لجرائم جزار طرابلس بحق الشباب الليبي خلال هذه الايام من قصف بالطائرات او اطلاق كلابه المرتزقة في الشوارع لتنهش وتمزق ابناء الشعب الليبي المظلوم....صور اعادتني سنين عديدة الى الوراء… الى ايام المحنة والحصار ايام العار العربي الفاضح بحق دمائنا العراقية......عندما قمنا وحدنا ….وحاربنا وحدنا …..وانكسرنا وحدنا ….. وقتلنا في الطرقات الموحشة وحدنا .…تنهش اجسادنا الكلاب الجائعة.
فلم يشهد موتنا احد .. ولم ير دمائنا عربي غيور واحد ... ولم يسمع بنا احد من السياسين اوالشيوخ او الفنانين اوالمثقفين في الوطن العربي الكبير !! قتلونا أولاد الـ….. خلسة وتحت عباءة الليل العربي المظلم وغسلوا دمائنا بعد ذلك بالنفط العراقي وكوبوناته… ومسحوا العار الفاضح بخرقة العهر السياسي العربي وطائفيته المقيتة !!!.
قال احد الخبراء الليبين في احدى الفضائيات العربية مانصه ((من الممكن تنامي الحقد في قلوب الليبيين ضد العالم اذا لم يدعمهم في محنتهم الحالية ضد وحشية وقسوة ازلام النظام)) ……فقلت في نفسي ….. فما بال قومي لايحقدون ؟
24.2.2011 |