اللاعبون يعملون في الخفاء ، نرى آثار لعبهم من خلال مواقف الحكومات في الغرب والشرق ، ومواقف الحكومة الامريكية في الاحداث الدولية ، نشخص آثارهم ونراها واضحة في المواقف التي تخص مصالح اليهود في العالم ، وتهم اسرائيل بشكل خاص ، الحركة ( الماسونية ) العالمية هي من يرسم الادوار ، لهذا الرئيس او ذاك الملك او الاميرمن خلال مؤسسات تبدو الى الناظر مؤسسات بحثية او سياسية ، او من خلال مستشارين ، او بواسطة لوبيات داخل مؤسسات الدولة الرسمية ، مثل اللوبي الصهيوني داخل الكونجرس الامريكي وداخل الحكومة الامريكية ، مَن يجلس على كرسي الرئاسة الامريكية يجب ان يحصل على موافقة اللوبي الصهوني مسبقا وقبل ان يتم ترشيحه لمنصب الرئاسة ، وألا عليه أن يدفع الثمن ، وقد يكون الثمن باهضا احيانا ، يفقد فيه حياته .
نستعرض بعض القضايا التي نستوحي منها التأثير الكبير للحركة اليهودية العالمية على قرارات الحكومة الامريكية من جهة ، وعلى رسم المواقف للحكومة الامريكية وبقية الحكومات الواقعة ضمن النفوذ الامريكي الصهيوني ، بما فيها حكومات الدول العربية صاحبة مشروع المصالحة والاعتراف باسرائيل .
قبل أشهر أُقترح أسم الامريكية ( سامانتا باور ) بديلة عن ( سوزان رايس ) ممثلة لامريكا في الامم المتحدة ، كانت ( باور) تعمل ضمن منظمات حقوق الانسان واثناء عملها انتقدت اسرائيل لاستهتارها بحقوق الانسان للشعب الفلسطيني ، هذا الموقف أعتبرعقبة في طريق موافقة الكونجرس على تعيينها ، الامر الذي تطلب أستدعاءها الى الكونجرس لتعلن براءتها وتخليها عن مواقفها السابقة التي انتقدت فيها اسرائيل ، وتعلن ايضا عن دعمها لها ، حينئذ صدرت موافقة الكونجرس على تعيين باور .
معادلة الولاء لاسرائيل هذه ليست في امريكا فحسب ، بل في جميع البلدان الغربية تقريبا ، وكثير من بلدان الشرق بما فيها البلدان العربية والاسلامية ، اردوغان في تركيا مثلا لم يفز لولا ضمانة ولائه لاسرائيل ، والمسرحيات التي يمثل فيها احيانا ليظهر انه معاد لها ، انما هي صيد للمغفلين والبسطاء من الناس الذين يحكمون على الامور من الظاهر ، كذلك فوز الاخوان في مصر وتنصيب مرسي رئيسا ، لم يكن ليتم لولا موافقة اسرائيل على هذه العملية ، فهو مضمون الجانب بالنسبة لاسرائيل وقد اثبتت الوقائع ذلك ، بل حركة ما يسمى (الربيع العربي) لم تنطلق مالم تصب نهاياتها في مصلحة اسرائيل .
التغيير الذي حدث في مصر من قبل الجيش الذي اسقط حكم الاخوان المسلمين بناء على رغبة الشعب المصري ، توزعت فيه الادوار ، مثلا موقف السعودية والامارات من جهة ، وموقف قطر وتركيا من جهة اخرى ، المحور السعودي المؤيد في الظاهر للتغيير، لعبة امريكية تبغي تحقيق هدفين الاول أظهار السعودية بمظهر تجميلي يظهرها بمشهد المؤيد للشعب المصري ، رغم ان الاخوان هم الاقرب اليها من حيث المتبنيات الفكرية الاسلامية المتطرفة ، والهدف الاخر هو كسب الحكومة المصرية بغية التأثير عليها في شراء مواقفها من خلال دفع المال السياسي ، سيما وان الحكومة المصرية تعاني من أزمة مالية ، واول اختبار للرغبة السعودية الامركية في شراء موقف الحكومة المصرية الجديدة ، جاء مخيبا للآمال عندما اعلنت الحكومة المصرية معارضتها للضربة العسكرية على سوريا .
الموقف الامريكي تجاه التغيير في مصر، هومتطابق واقعيا مع الموقف الاسرائيلي الساكت عن التعبير عن موقفه ، موقف تركيا وقطر المعترض على التغيير، هو المعبر عن الموقف الاسرائلي ، امريكا تمسك بالعصا من الوسط أي الطرفين يفوز هي معه ، وقد جاءت الاشارة الى السعودية بأن تمثل دور المؤيد للتغيير من اجل الكسب السياسي للحكومة المصرية الجديدة ، بالمجمل هي لعبة توزيع الادوار واشارات التوجيه تأتي من أماكن بعيدة ، تديرها الرؤوس اليهودية العالمية ، حتى التغيير الذي حصل في قطر بتنحية حمد عن الأمارة ، وتنصيب أبنه تميم بديلا عنه يدخل ضمن لعبة تبادل الادوارالتي يديرها في العالم الحركة الماسونية العالمية والتي تعتبر الصهيونية وجها من وجوهها ، وتعتبر قطر اليوم الوكيل الرسمي غير المعلن للصهيونية في المنطقة .
لعبة توزيع الادوار تدفع الكثير من السطحيين او المغفلين الى الموقف الخطأ ، وقد وقع بالفعل في هذا الخطأ احد الاحزاب السياسية الاسلامية العراقية المحسوبة على الطائفة الشيعية ، عندما احتج على التغيير في مصر، مما جلب الاستغراب ولفت الانتباه في موقفه السطحي هذا عندما وصف التغيير بالانقلاب العسكري ، رغم بعض التحفظات التي أبداها هذا الحزب على مواقف محمود مرسي التي وصفها بيان الحزب بالطائفية .
عندما يصف الحزب الاسلامي العراقي التغيير في مصر بالانقلاب العسكري ويدين التغيير ، امر غير مستغرب لأن حزب الاخوان المصري والحزب الاسلامي ينتميان الى منهج واحد ويعتمدان على متبنيات فكرية واحدة ، لكن عندما يعلن حزب اسلامي شيعي هذا الموقف يعتبر غريبا ، لأن حزب الاخوان في أي بلد من البلدان يسير بمنهج واحد هو التكفير للاخرين .
ارى ان من يعترض على طرد الاخون في مصر ، هو اما مغفل او سطحي ، وهو غير واع الى اللعبة الامريكية الصهيونية ، لأن من يذهب بهذا الاتجاه أنتصارا لاسلامية الاخوان ، هو يجهل المصلحة الحقيقية للاسلام ، لأن وجود احزاب تدعي الاسلام وتعمل بمنهج التكفيرالمدعوم امريكيا وصهيونيا ، هو تدمير لسمعة الاسلام وانهاء للاسلام الحقيقي الذي يقوم على المبادئ الانسانية ، واحترام الاخر ، ويعتبر الحرية حقا لكل انسان ، والنتائج واضحة على الارض مقدار الدعم الامريكي الصهيوني للاسلام التكفيري الذي يقدم خدمة مجانية الى اعداء الاسلام .
من هذه المعطيات لا نرى تقاطع بين الموقف السعودي والقطري ، لأن كلا الموقفين هما لصدى موقف امريكا واسرائيل ، والمهم هي النهايات التي تصب في المصلحة الامريكية الصهيونية ، والامر بمجموعه لا يخرج عن لعبة توزيع الادوار ، بين جنود اللعبة . |