الملاحظة الأولى : ينبغي توديع شهر رمضان المبارك بما يناسب ويليق به ، كمن يودع عزيز ومحب على قلبه ، وقد عز فراقه ، وغتم  واستشعر بالوحشة في تركه ومغادرته .

الملاحظة الثانية : البعض في هذه الليالي يشعر بالحزن الكبير والالم في ودعاء هذا الشهر الكريم ، لما فاته فيه من تقصير فليطلب من الله تعالى ان يمده بطول العمر لشهر رمضان القادم او التوفيق في الحضور في عرفات .

الملاحظة الثالثة : كيف لا نبكي ولا تخشع قلوبنا في توديع قرين رفيع القدر عظيم الشأن ، فقد اعاننا شهر رمضان على رقة القلوب ، واعطانا القوة والقدرة على مواجهة الذنوب ، ونعم الناصر والمعين على مواجهة النفس والشيطان . 

الملاحظة الرابعة : كم من مكروه دفع الله تعالى عنا في هذا الشهر من اجل حرمته ، وكم انزل علينا من فيوضاته علينا فيه ، فالجدير بنا ان نشكر الله تعالى على هذه الضيافة ونطلب من ان يطيل في أعمارنا الى قابل .

الملاحظة الخامسة : لو ان كريم من الكرماء دعاك في بيته لمدة شهر كامل ، وقدم لك ما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة الفاخرة ، وكان يدفع عن كل ماتكره وقيد اعدائك من ان يصل ضررهم إليك ، فماذا تقابله بعد ان تنتهي الضيافة ؟

 هل تخالف أوامره وتنتهي عن نواهيه ؟ 

او ان تشكره على حسن ضيافته  ؟

هكذا علينا ان نستشعر مع اكرم الأكرمين ، وان نشكره على هذه الضيافة ، والموائد المعنوية ، وان نخافه في السر والعلن ، وان يرانا في مواطن الطاعة ، ولايرانا في أوطان المعصية ومستنقع الغفلة.

الملاحظة السادسة : العيد الحقيقي : هو ان يصل الإنسان الى مستوى عالي في تهذيب النفس والتخلق بأخلاق الله تعالى ، وإصلاح باطنه وسريرته.

وأخيرا ابعث إليكم أرقى واجمل واسمى ايات التبريكات  لكم  ، واسعد الله ايامكم ، وتقبل الله أعمالكم جميعا بأحسن القبول من صيام وقيام وتلاوة القران ،  وعيد سعيد بالابتعاد عن المعاصي والذنوب ؛ لان كل يوم لا يعصى فيه الله عزوجل فهو عيد ، وهو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه ، واسأل الله لنا ولكم التوفيق ، ولم الشمل ووحدة الكلمة ، وحفظنا الله وإياكم من كيد الظلمة المجرمين التكفريين المتطرفين بحق محمد واله الطيبين الطاهرين . واسألكم الدعاء