• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح137 سورة يونس الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح137 سورة يونس الشريفة

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 
وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ{40} 
قسمت الاية الكريمة اهل مكة الى قسمين : 
1- ( وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ ) : بالنبي الكريم محمد (ص واله) والقرآن الكريم . 
2- ( وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ ) :  لا يؤمنون به (ص واله) ولا بالقرآن الكريم , فيكونون بذلك اعداءا له (ص واله) .  
لتختتم الاية الكريمة بــ (  وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ ) , الكافرين , اهل المعصية والقائمون عليها . 
 
وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ{41} 
توجه الاية الكريمة النبي الكريم محمد (ص واله) , ان في حالة كذب الناس بما جاءهم به (ص واله) ان يقول عندها : 
1- ( لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ) : كل مسؤول عن عمله .
2- ( أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ) : لا انتم تؤاخذون في عملي ( عقابا او ثوابا ) , ولا انا اؤاخذ بعملكم  ( عقابا او ثوابا ) , كل عمل يعود على صاحبه بما يستحق من الثواب او العقاب . 
 
وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ{42}
تكشف وتبين الاية الكريمة ان بعضا منهم ( "من" هنا للتبعيض ) من يستمع الى الرسول الكريم محمد (ص واله) , لكنه لا ينتفع بذلك , فشبهتهم الاية الكريمة بـ ( الصُّمَّ ) , واضافت (  وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ ) , بالاضافة الى صممهم ( عدم انتفاعهم بما يستمعون اليه ) والسبب في عدم انتفاعهم انهم (  لاَ يَعْقِلُونَ ) .   
 
وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ{43}
تشير الاية الكريمة الى البعض الاخر , ينظرون الى النبي (ص واله) نظر الجارحة , لكنهم عمي البصيرة , غلفت واعميت قلوبهم عن الحق والحقيقة , وتطاولت انظارهم الى الباطل . 
 
إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{44}
تبين الاية الكريمة ان الظلم لا يصدر من الله تعالى ولو بالمقدار القليل ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً ) , وتؤكد في نفس الوقت , ان الظلم لا يصدر الا من الناس بحق انفسهم وفيما بينهم ( وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) .  
 
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ{45} 
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد : 
1- ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ ) : كأنهم لم يقيموا في الدنيا ( الحياة والقبر ) الا ساعة , اي وقت قليل , كحلم في المنام يتبدد ويتلاشى بعد اليقظة . 
2- ( يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ) : يتعرف بعضهم على بعض . 
3- ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ) : يشير النص المبارك الى الذين كذبوا باليوم الاخر ( القيامة ) ويضعهم في موضعين : 
أ‌) ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ ) : موضع الخاسر . 
ب‌) ( وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ) : موضع الضال , البعيد عن ساحة الهدى والرشاد .    
 
وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ{46} 
تخاطب الاية الكريمة الرسول الكريم محمد (ص واله) بشكل خاص , وخطابها موجه للمسلمين بشكل عام , ( وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ ) , نرينك في حياتك بعضا مما نعدهم من انواع العذاب تصيبهم وتحل بهم  , ( أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ) , او نتوفينك ولم نرك من ذلك شيئا , فمصيرهم عائد الى الله تعالى , ( ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ ) , ان الله تعالى مطلع على افعالهم ( الكفر والتكذيب ... الخ ) , فيجازيهم بها .    
 
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ{47} 
تؤكد الاية الكريمة على امرين : 
1- ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ ) : لكل امة او قوم رسولا منه عز وجل , يدعوهم الى عبادة الله عز وجل ,ونبذ ما كانوا يعبدون من دونه جل وعلا . 
2- ( فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) : يبين ويؤكد النص المبارك على امرين : 
أ‌) ( فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ) : بالعدل . 
ب‌) ( وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) : عند اقامة العدل لا يكون هناك مظلوما .    
 
وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{48} 
تضمنت الاية الكريمة سؤالا من المشركين وجهوه للرسول الكريم ( ص واله) , وكأنهم يريدون تحديد موعدا ليوم القيامة , او موعدا محددا لحلول عذابا دنيويا قبله .  
 
قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ{49} 
نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 
1- ( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ ) : يأمر النص المبارك النبي الكريم محمد (ص واله) ان يرد عليهم بقوله : لا املك دفع الضر عن نفسي , ولا يمكنني جلب المنفعة لها , الا بما قدرني الله تعالى عليه . 
2- ( لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ) : لكل امة موعدا او ميقاتا , لا يكون ذلك الموعد الا في حينه , حيث لا يمكن تقديمه او تأخيره ولو لوقت قليل .  
 
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ{50} 
اورد السيد هاشم الحسيني البحراني في تفسير البرهان ج3 ( عن ابي الجارود عن ابي جعفر (ع) في قوله ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ ) , فهذا عذاب ينزل في اخر الزمان على فسقة اهل القبلة وهم يجحدون نزول العذاب عليهم ) .   
 
أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ{51}
تخاطب الاية الكريمة المشركين ( أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ ) , فأذا وقع بكم العذاب امنتم به عند نزوله , ( آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ) , الان امنتم به وكنتم من قبل تستعجلونه , وبعبارة اخرى , ان الايمان لا ينفع عند نزول العذاب , بل يجب ان يكون قبله , { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158 .  
 
ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ{52}
نستقرأ الاية الكريمة في موردين :
1- ( ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ الْخُلْدِ ) : عندها يقال للذين ظلموا انفسهم بالكفر والشرك والمعاصي ( ذوقوا ... تجرعوا العذاب الخالد الدائم ) . 
2- ( هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ) : كل امرء يجزى بما كسب .     
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34515
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15