قلمي يداعب الماوس محتارا كقارئ في اختيار الكلمات التي تليق بعباقرة العصر الحديث في الفكر والعلم والأدب، إنَّهُ الباحث والمفكر الدكتور نضير رشيد الخزرجي الكربلائي ... ابن محلّة سوق الصفارين في كربلاء المقدسة مسقط رأسه عام 1961م، الذي غادر العراق مجبرا حيث سجن عام 1979م وطاردته أجهزة الأمن عام 1980م فاضطر للهروب، وكان أحد طلاب إعدادية القدس في حي العباس، وكان مولعا بالأدب حيث كان من رواد مكتبة الزهراء في شارع الامام علي(ع)، له إسهاماته الكثيرة في إحياء التراث الإسلامي، وكتب في هذا المجال حسب متابعتي لكتاباته، ما يقارب مائة مقالة ودراسة وبحث، نشرت في العديد من الصحف والمواقع، هذه الشخصية الكربلائية المغتربة الفذة في قراءته النقدية والفكرية وأسلوبه المميز كما عودنا، وكما يبين لنا من خلال كتابه الموسوم "نزهة القلم" الصادر عام 2010م وهو عبارة عن قراءة نقدية في الموسوعة الحسينية، ويحتوي عشرين دراسة نقدية متنوعة لعشرين جزءاً من أجزاء دائرة المعارف الحسينية في 560 صفحة من القطع الوزيري، يبحث في التراث الكربلائي والنهضة الحسينية، وفيه جمع آراء الكتاب والمفكرين والأدباء والباحثين، وأطلعنا على قراءة أفكار الآخرين للنهضة الحسينية والتي كنا نجهلها، حيث نجد ومن خلال قراءتنا وتصفحنا لهذا الكتاب تجمعا لمذاهب وديانات متعددة وأسماء لامعة لرجال علم وفكر وسياسة وأدب وشخصيات أكاديمية مرموقة، ونطلع من خلال "نزهة القلم" على آرائهم ومعرفتهم التامة بالنهضة الحسينية.
إنَّهُ الكربلائي الخزرجي ونزهة قلمه، وتصفحه نزهة لزيادة معلوماتنا وتنمية معارفنا، إنَّه فعلا يستحق أن نصفه بالموسوعة الثقافية كباحث ومفكر وأديب ... إنَّه أستاذٌ مرموق في النقد والكتابه والبحث في المدرسة الكرباسية ودائرة المعارف الحسينية، لقد اختار الخزرجي في "نزهة القلم" المصطلحات النقدية وفق ما هو متعارفٌ عليه بين النقاد بل أكثر إبداعا في استخدامه للدلالات المرادة من الأفكار والمفاهيم التي وضحها خلال هذا المصطلح وذاك ... وقد ظهر الإبداع جلياً فى كتابات الأديب الكربلائي الدكتور نضير رشيد الخزرجي ونصوصه التي لعبت دورا مهما وكبيرا في الأدب الحسيني ومواكبة النهضة واليقظة الحسينية التى انتشرت فى المجتمع وفي جميع أنحاء العالم، فكان مكملا في توسيع دائرة النشر لبحوث مؤسس دائرة المعارف الحسينية الشيخ الجليل والعالم سماحة آية الله الدكتور محمد صادق محمد الكرباسي رعاه الله وموسوعته التي تتناول النهضة الحسينية من أجل الدين وفاجعة كربلاء التي ليس لها مثيلٌ في التاريخ، وجهده في البحث من أجل الحقيقة وفرزها من صفحات الماضي في الكتب والمطبوعات، فالكرباسي نعم هو المحقق الباحث عن الحقيقة والحق، وفي توضيح يفهمه القراء بعد أن كان مشتتا ويجهله الكثيرون.
هنا أود الإشاره لهذا العمل الرائع (نزهة القلم .. قراءة نقدية في الموسوعة الحسينية) للباحث والناقد الأدبي الدكتور نضير الخزرجي، فهو عمل معرفي يخدم القضية الحسينية ورسالتها العظيمة، فمهما عملنا ومهما قلنا فالحسين في عروقنا، فالخزرجي والكرباسي هما علمان من أعلام النهضة الحسينية المعاصرة فتحية لهما أينما حلاّ ونسألُ اللهَ أنْ يوفقهما لما هو خير الإسلام والمسلمين.
جريدة الفراتين (العراق)، العدد الرابع، 12/7/2013م.
|