الحكومة تعد بحل الأزمة مجددا رغم الفشل المرير!
رمت وزارة الكهرباء بمجموعة من العراقيل في ملعب وزارة النفط، متعذرة بأن الأخيرة "خذلتها"، بشأن تزويد محطات توليد الطاقة، من أجل زيادة ساعات تجهيز الكهرباء للمواطنين.
وفشل الإنفاق الحكومي الهائل على قطاع الكهرباء منذ أكثر من عشر سنوات، عن تحسين ساعات التجهيز التي لم تتجاوز عشر ساعات في اليوم الواحد في أفضل الأحوال، المواطنون بدورهم، أكثر من يستطيع الحكم على أداء الوزارة، وأكثر من يستطيع تلمس واقعية وعود الحكومة، حيث تقول الموظفة هناء محمد من سكنة منطقة السيدية في العاصمة بغداد ان التجهيز لم يتجاوز ساعة واحدة، ويبدو أن هناك تفاوتا في التجهيز بين منطقة وأخرى، المواطن حيدر علاء من سكنة حي الأمين أكد لـ "طريق الشعب"، يوم أمس، ان "ساعات تشغيل الطاقة الكهربائية هي 6 ساعات في ليوم"، معتبرا أنها "قليلة في ظل الارتفاع المستمر في درجات الحرارة"، ويعبر المواطن إبراهيم عبد الكريم من سكنة البلديات عن استيائه من عجز وزارة الكهرباء بالقول "الحكومة أنفقت الكثير من الأموال من اجل تحسين واقع الكهرباء، لكننا لم نلمس أي تحسن. وتصريحات الوزارة بتحسينه وعود دائمة".
وأشار عبد الكريم الى ان "ساعات التشغيل مختلفة من منطقة الى منطقة أخرى، مثلا في منطقتي المشتل والامين تجد ان ساعات التشغيل مختلفة بالرغم من تقارب المنطقتين"، في المقابل، لم يلق أداء أصحاب المولدات رضا البعض، رغم تلقي أغلبهم دفعات الوقود المجاني من قبل مجلس محافظة بغداد، المواطنة بدرية جاسم من سكنة حي أور، تشكو تعاملهم مع الأهالي وحججهم بعد الإطفاء المتكرر، بالقول ان "أصحاب المولدات يقومون بإطفاء مولداتهم لإراحتها عند منتصف النهار وهو وقت الظهيرة الذي تتصاعد فيه درجات الحرارة في الصيف"، وأمام هذا "السخط" المعبي، عادت وزارة الكهرباء بإغراق الوعود، اذ يؤكد المتحدث باسمها مصعب المدرس ان "الوزارة تعمل بصورة مستمرة على رفع القدرة الإنتاجية لمنظومة الكهرباء حيث وصلت الإنتاجية الى 10 ألاف ميكا واط".
وألقى المدرس باللائمة على وزارة النفط جراء انخفاض تجهيز الطاقة الكهربائية بالقول "وزارة النفط خذلت وزارة الكهرباء في أكثر من مناسبة ما ولد للوزارة ضائعات من القدرة الكهربائية بسبب شح الوقود وانخفاض ضغط الغاز الذي تسبب بضياع 1000 ميغاواط"، مبينا ان الوزارة "ستعتمد على إمكاناتها لتوفير الوقود لعدد من المحطات التوليدية".
ويبدو أن تفاصيل أزمة الكهرباء قد تتفرع لأكثر من مسؤول، ويضيف المدارس ان "تجهيز المحافظات 15 ساعة، أما بغداد فان ساعات التشغيل لا تزيد على عشر ساعات بسبب التجاوزات"، ونال مجلس النواب حصته من اتهام المتحدث باسم الكهرباء بالقول ان "الوزارة محاطة بجملة عراقيل، منها غياب الإسناد من قبل البرلمان للحد من ظاهرة التجاوز، ما أدى الى تخفيض القدرة الإنتاجية 40 في المئة"، في المقابل، تشخص لجنة الطاقة أسباب الخلل في الوزارة، ويشير النائب قاسم شختي إلى انه "لا يمكن إصلاح واقع الكهرباء من دون تجاوز البيروقراطية والتقصير?والإهمال الذي يعتري العمل"،بدوره، أعلن رئيس هيئة المستشارين في مجلس الوزراء ثامر الغضبان عن وعد جديد بحل أزمة الكهرباء، حيث قال إن "الربع الأول من عام 2015 سيشهد نهاية القطع المتكرر للكهرباء"، وتابع الغضبان "من هذا الوقت، وحتى 2015 فان نقص الطاقة الكهربائية سيقل تدريجيا لوجود محطات جديدة ستدخل الى الخدمة"، مشيرا الى أن "الطاقة المنتجة في الربع الاول من عام 2015 ستقدر بـ22 ألف ميغا واط".
ويأتي إعلان الغضبان عن انتهاء الازمة في العام 2015 في الوقت الذي يرى مراقبون كثر، ان الحكومة تعودت ترحيل الحل للأعوام المقبلة، حيث أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، في 3 حزيران 2013، انتهاء أزمة الطاقة الكهربائية نهاية العام الحالي 2013، وسبقته الوزارة الكهرباء، في نيسان 2013، بالإعلان أن العام الحالي سيشهد انتهاء أزمة الطاقة، وأن الصيف المقبل سيكون أفضل من سابقه على صعيد تجهيز التيار الكهربائي، وتعهد رئيس الوزراء نوري المالكي، في الأول من كانون الثاني 2013، بضمان توفير الكهرباء هذا العام 2013 "على مدار الساعة". |