• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من أغوانا .
                          • الكاتب : علي البحراني .

من أغوانا

ما حدث في زاوية أبو مسلم في منطقة أبو النمرس جنوب الجيزة في جمهورية مصر العربية شيء في غاية البشاعة والإجرام من أناس هجموا على منزل مدعو إليه حسن شحاته ومن معه وأحرقوا داره وقتلوا أربعه منهم كما سحلت جثته بنداءات الله اكبر من مسلمين لمسلمين القتل والسحل والحرق باسم (الله اكبر) ، من وراء كل هذا الإنفلات الأمني الذي شجع أهل قرية على شركائهم وأهلهم ليمثلوا بهم فقط لأنهم مختلفون معهم في طريقة عبادة الله ؟ وماذا سيجر ذلك على بقية الأطياف وبقية مكونات الشعب المصري ؟ ففيهم المسيح وفيهم اليهود وفيهم المسلمون المختلفون من زيدية واسماعيليه وشوافع وموالك وحنابلة وحنفية وسلفية وشيعية ، من سيبقى؟ ومن سيحرض على من ؟ ومن هي الفرقة الناجية ؟ ومن المحرض ؟ ومن المستفيد ؟ ومن الضاحك ؟ ومن الباكي ؟ 
وهل التوجه إلى الشيعة فقط لخلق نوع من الإنشغال بقضية غير التي طفت على السطح ؟ هل هم الأضحية لكل أزمة سياسية ؟ من هي الفرقة الناجية في الأخير عندما تطحن كل الفرق بعضها بعضا ؟ وهل الفكر التكفيري الموتي هو المستهدف للبقاء بجانب الحاكم السياسي الذي يراهن على بقاءه بهذا الفكر ؟ أم هم الأداة التي تنفذ خططه الشيطانية التي تبقيه حاكما ؟ 
لقد تفاءلنا جميعا كعرب وكعالم بثورة الكنانة التي أطاحت بمحمد حسني لتستبدله بمحمد مرسي الذي صرح بعداءه للشيعه وهم مواطنيه وقد لمزوا بأقذع الألقاب في حضوره ولم ينطق او يستنكر علما أنه رئيس لمصر وليس لسنة مصر أو شيعتها أو مسيحييها أو يهودها هو رئيس الأمة المصرية كلها ، إلا أنه قبل استباحة دماء جزء من شعبه وتلك أم الجرائم عندما يعادي الحاكم جزء ممن أؤتمن على رعايتهم وتكفل حمايتهم فسكت ليعطي الضوء الأخضر لما حدث وممكن تكراره في كل لحظة فتدخل أرض النيل في الثبور والويل وتفقد المحاكم والسلطة شرعيتها عندما يقتص الشعب بعضه من بعض وينفلت الأمن فلا يشعر أيا كان بمأمن على نفسه وعرضة وماله فكل له مأخذ على الآخر وروح الإنتقام فطرية في البشر فهل هذا ما يريده الحاكم لينعم بحكمه على نهر من دماء شعبه وأمته ؟ 
إن التأجيج الطائفي الذي يمارس من شهور والذي تنعكس حتما أثاره على العالم ففي كل بقاع الأرض مسلمون وهم فرق وطوائف ويتأثرون بما يجري على إخوانهم من كل البقاع فهل نفعل ببعضنا ما لم يأمر به الله بل شدد على نهيه ؟
إن الخالق سبحانه خلق البشرية وفيهم الملحدون والمشركون والمتدينون وهم طوائف ونحل وهو من يرزقهم ويمرضهم ويشفيهم ويرعاهم ويبصرهم ولم يخلقهم عقيمون بل جعلهم يتكاثرون ثم نأتي بأدلجة سياسية ونزهق أرواحهم ونعدمهم الحياة معترضين حتى على من خلقهم ورزقهم وابقاهم أحياء لننصب أنفسنا وكلاء عن الله في الأرض ونقتل من خلقهم فهل خلقهم لنقتلهم ؟ فأي خلق نحن وأي دين ندين به للخالق الذي نعارضه في خلق الخلق فنسلبهم حقهم في العيش والحياة .
متى نعي أن الدين لله والوطن للجميع ؟ متى نعي اننا لسنا أوصياء لله على خلقه ؟ وكيف يعبدونه ؟ولماذا نفرض طريقتنا على الآخرين في عبادة الله ؟ ومن أعطانا الحق في قتل من لا يتبع طريقتنا في العبادة ؟ من أغوانا بتلك الأفكار الشيطانية التي تعارض حكمة الله في خلقة ؟  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33047
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16