• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اسئلة البكلوريا.. بيع وشراء .
                          • الكاتب : د . عادل عبد المهدي .

اسئلة البكلوريا.. بيع وشراء

 في الوقت الذي ينهمك فيه معظم الطلبة في دراستهم يوصلون الليل بالنهار لتحقيق افضل النتائج، نرى اخرين مشغولين بالاتصالات للحصول على اسئلة البكلوريا مباشرة وعبر الهواتف النقالة والانترنيت. ويقولون ان الامر تحول الى تجارة رائجة لبيع الاسئلة سواء المزورة او الصحيحة.. ويذكرون ان الاسعار وصلت لبيع اسئلة الامتحان الواحد بخمس "ورقات" قبل نصف ساعة من بدء الامتحانات.. بل ينقل احدهم حادثة شاهدها بنفسه عن شخص ينادي في الشارع ملوحاً بجواله "اسئلة البكلوريا.. اسئلة البكلوريا، ثواب، ثواب".. وبعضهم يأخذون دروس خاصة لصديق استاذهم المتنفذ، ليس للتقوية حقيقية، بل لتوطيد العلاقة ليأتيهم باسئلة الامتحانات مقابل المال.. مما يثير حالة من الاحباط لدى الطلبة الجادين وأهاليهم بان ساعات الدراسة الطويلة والتعب والنفقات لن تنفعهم امام تجار الخيانة، وضعاف النفوس، والكسولين الذين يحققون درجات افضل و"نجاح" اكيد.

 
فمن المسؤول؟ الوزارة؟ ام العوائل والطلاب؟ وجوابنا ان هناك مسؤولية لدى هؤلاء على الاقل من باب الوقاية والتحصين، لكن المسؤول الاول هو الفساد الرائج لدى عناصر غير قليلة ليس من الموظفين والجهاز التعليمي فقط، بل من الاوساط الشعبية ايضاً.. وان تدني القيم والمهنية والجدية لدى قطاع غير قليل من الاداريين والاهالي والطلاب مسؤول عن ذلك ايضاً. فالمهم من جهة تحقيق المنافع والارباح ولو بالخيانة والحرام، ومن جهة اخرى الحصول على الشكليات والنتائج حتى لمن لا يستحقها. فالحصانات الذاتية والاخلاقية في تراجع خطير.. وما لم ينهض الجميع من وزارة ومؤسسة تعليمية واهالي وطلبة بمحاربة هذه الممارسات، ووضع كافة الحواجز النفسية والاخلاقية والادارية والجزائية لمنعها، فان نظام القيم، ومن ضمنه النظام التعليمي بمجمله، سيكون عرضة للمزيد من الانهيار وفقدان معايير الكفاءة.. التي تعتبر الامتحانات العنصر الرئيس لقياسها.
 
فالغش والتزوير وتسريب المعلومات او بيعها -ومنها اسئلة الامتحانات- لا تختلف عن تهديد المدرسين، او عن تسريب المعلومات التي تساعد الارهاب على ضرب اهدافه، او مساعدة المجرمين للقيام بافعالهم القبيحة.. فهذه جريمة كبرى يجب ان تلاحق بكل جدية.. وهي عدوان على المجتمع وقيمه والمؤسسات الاساسية لبناء مواطنية واجياله المقبلة. وان على الوزارة، كما على الاهالي والهيئات الدينية والمدنية والاعلامية ان تلعب دورها لحماية سرية الاسئلة، ولمحاصرة الممارسات الاجرامية والتربية ضدها، وايقاع العقوبات الرادعة بفاعليها والمستفيدين منها.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32599
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15