• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كواتم اغتيال وطن .
                          • الكاتب : واثق الجابري .

كواتم اغتيال وطن

لا تزال الكثير من الحوادث شاخصة في ابصار العراقيين , مواقف ومشاهد دموية لا يمكن إزالتها بسهولة من ذاكرة الضحايا والمواطنين , أغتيالات وتهديد ورعب ينتاب النفوس حينما يشعر المواطن ان الهدف هو أغتيال الوطن , حوادث كثيرة تم طمرها في مقبرة اللجان التحقيقية وملفات المقايضات ودهاليز الفساد , وساسة لم يترددوا من اطلق التسميات الكبيرة الخطيرة على كل اختلاف في وجهات النظر , ولدت من التداعيات الحقيقية وإنهيار للأمن والسلم المجتمعي , وقد تستفاد اطراف منه للأغراض الانتخابية والمجتمع هو الخاسر الوحيد , حوادث في جسد الوطن في مناطق أكثر ايلاماً واستفزازاً لتحقيق مشروع عالمي من اثارة النزاعات المحلية والأقليمية ,  تنبعث منها روائح الكراهية والحقد ومساعي تفتيت لحمة الوطن وبناءه المجتمعي ,  مناطق لاتزال تسميات تطلق عليها تثير الجدل ولم تحل لحد الأن , وجدت محل للأختلاف واصبحت محل للتوتر , المتنازع عليها مدن لم تكن مدن  غير عراقية او ان أحد الأطراف يحاول إنتزاعها من الأخر , وليس هنالك فرق إن كان شيخ سعد تابع  لواسط او ميسان وكذلك مناطق في كركوك ومنطقة النخيب بين كربلاء والرمادي , الدستور العراقي ينص على ان الموارد في الدولة توزع مركزياً فلا تأثير إن تم ادارتها من هذه المدينة او تلك , وهذا التنازع وريث لسياسات إتبعتها الأنظمة السابقة وعمقها نظام الدكتاتورية لأغراض بغيضة من توسيع مدينة على حساب أخرى وتداخل للصلاحيات رغم قرب بعضها عن مراكز المدن , او تعريب او أحاطة منطقة بمكون أخر وإيجاد هوة  بين أبناء الوطن الواحد , النخيب منطقة تربط بين كربلاء والرمادي وفيها الممر الدولي العائد من السعودية والدول الأخرى , لطالما تعرضت ارواح المدنيين والعسكرين للتهديد وابشع الجرائم بحرق الجثث , والأيادي الخبيثة لا تقصد ان تجعلها مثل باقي الحوادث بل تضع فيها البصمات الطائفية وإعادة الخلافات مرة أخرى , وبعد تقارب القوى السياسية ووجود حراك نحو  الحوار وترطيب الاجواء  , عادت الجريمة مرة أخرى للنخيب ولم يكتفي القتلة بتنفيذ الجريمة وإنما احراق الجثث والتمثيل بها , مثلما استهداف منطقة هنا ومنطقة هنالك لنفس الأغراض , جرائم الارهاب لم يتعلم منها ساسة العراق بأن اغراضها الشريرة لتمزيق وحدة العراق وإيجاد المناطق الرخوة والطرق عليها اكثر من مرة لتنهار ويحتدم النزاع بين حكومات المناطق والقوات الأمنية ,  السلبية في مواقف القوى السياسية تذبذب الخطاب ووجود اقطاب سالبة لها تتبنى التأجيج والصراخ والتمويه على المواطن , لا تزال لا تفهم نظرية وطن وديمومة علاقة مجتمع وبناء ستراتيجي يقوم على بعد النظر في الاولويات , الساسة فتحوا ابواب النيران على المواطن ومن خلفها كواتم اغتيال وطن من أجل ارضاء الرغبات والمصالح الضيقة , اصوات  وأفعال سياسية كانت السلاح والذخيرة لأغتيال المواطن , وأعتراف ضمني ان الحوار هو سيد الحلول والدستور سيد القوانين , وليس هنالك مشكلة لا يمكن حلها إن أمن المختلفون بالحلول والعيش المشترك والقدر في التنوع الفكري , تلك الأفعال  السلبية جذرت الاعمال الدكتاتورية في أيجاد نزاعات بين المدن وطبقت لأرادت خارجية تريد الضرب تحت الحزام وفك التلاحم , وحوادث النخيب لا يقصد بها استهداف 15 مواطن بريء وانما استهداف جسد العراق .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32106
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15