كل الاديان جائت لخدمة الانسان وابعاده عن الشر بكل تفاصيله, وكذلك رفع الظلم عن كواهل المظلومين وتخليصهم من وطأته, واخراجهم من الظلمات الى النور كما يقول الله في القرآن الكريم ( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ). ومايدعم هذا الكلام قراءتنا لسيرة الانبياء من الديانات السماوية والمصلحين من غير الديانات السماوية, وكذلك سيرة النبي محمد (ص) الحافلة بالخلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم والرحمة . وهذه الرحمة تتأتى من حرص الانبياء على ايصال البشرية الى بر الامان والحياة التي يرتقي بها الانسان على كل شيء...المتطلع الان الى الواقع وخصوصاً الواقع العربي يرى ان اذية البشرية وهتك حرماتهم ودمائهم واللعب في اعراضهم وسلب كرامتهم (التي تحفظها لهم الاديان) كلها تأتي بمسمى ديني ! حتى انك لاتلبث تجد انسان الا وكال سيل اتهاماته للاديان ومايرتبط بها.. لجهل الناس بعدم التفريق بين القاعدة والتطبيق, وقليل من الناس من يفرق بين الاسلام والمسلمين، وبين رسول الله ورجل دين يسمم وعي الناس بالكره والحقد وزيادة الضغائن . ومايبعث على الحزن ان من يقتل ويفجر الان هم المعروفون بالتدين, وقاموا يؤذون الناس بمسميات دينية عدة, قد يخرج الانسان برأي يبنيه على اسس هو مقتنع فيها الا وانهمرت التهم بسرعة البرق ( زنديق, كافر, فاجر, يهدر دمك). ورأينا الكثير من هذه التهم بام اعيننا, وهذا بالطبع يخالف نهج رسول الله بالتعامل مع الاراء والافكار، حتى ان القرآن الكريم عرض حجج ناقديه بين سطور الايات ونقضها . بغض النظر ان كانت هذه الحجج او نقضها ضعيف او قوي، المهم هو عرضها وردها, وهذا الاسلوب القرآني الذي نعرفه . وكثيرة الروايات التي تدلل على ان منهج الدين الاسلامي منهج سمح يبشر بالمحبة والرفق والاحسان ويعيب على كل من تفيض نفسه بالاحقاد والكراهية والانغماس بالشرور وارتكاب الظلم والاثام, على العكس تماماً من منهج الاسلامويون الجدد الذين اتخذوا تعذيب الانسانية واذيتها باسم الدين طريقاً لهم يسيرون به لتحقيق احلامهم السلطوية الزائفة . كنت اجلس يوماً عند احد كبار السن وقال لابنه : قم صل يا ابني, يرد عليه ابنه ويقول : « بوية يا صلاة» .. انظر الى الذي فعله المتدينين بنا.. قتلوا شبابنا وهجّروا الناس الفقراء.. «معقولة هذا دين» !؟ والحق يقال ان هذا الشاب من حقه ان يقول هكذا لانه لم يطلع ولم ينظر الى الوجه الناصع للدين الاسلامي الحنيف, ولاننا للاسف فقدنا من يبين الدين السماوي من الدين الذي يتخذه اصحاب اللحى منهجاً لهم, وبالتالي سيكون الدين عرضة للانتقام بالشتائم وغيرها, حتى باتت الناس تتخيل ان الله ليس له عمل الا ان يقول لاتباعه اقتلوا وفجّروا المفخخات!, ولايصدقون ان منهج الدين الحقيقي هو احترام الانسان ودمه حتى جعل رسول الله هدم الكعبة اهون من قتل الانسان ... حينما اسمع مسمى ديني يكون مؤذي للانسان ومايعتقد .. سرعان ما اجدني اردد الآية الكريمة : (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين).. فلا تنسوا هذه الاية يرحمكم الله.