جميل ان ترى مجموعة من المدنيين يتحدون في سبيل ترسيخ مفهوم النظافة وانعاش مخيلة المجتمع من خلال شن حملة تثقيفية تعمل على تنظيف المدن من القاذورات ، وهذه الحملة ماهي الا رد واضح على تلكؤ الحكومة في تنفيذ متطلبات المجتمع اضافة الى توبيخهم للحد من المناغصات والخلافات والفساد المولود في رحم الساسة والسياسة .
ان هذه الجحافل المدنية لم تضع نصب اعينها الاختلاف الطائفي او المناطقي او التفاوت الثقافي او المعيشي ، طلاب ومدرسين واعلاميين وموظفين واساتذة جامعات ، كلهم متحدين بلا تذليل او تفضيل في سبيل تحريك المجتمع نحو الصواب ، وهذا الامر يفتقر اليه الشعب العراقي نظرا لما افرزته الصراعات السياسية ، لان تنظيف بغداد او باقي المحافظات من خلال جملة من المدنيين ما هو الا عملية جلاء للافكار السياسية التي وشمت على سجية المواطن ولان تنظيف المدينة من المقذوفات والقاذورات والمخلفات الصناعية يعتبر بمثابة تنظيف لعقول الساسة والسعي المثابر في سبيل تنظيف الرئاسات الثلاث من آفة القذارة والفوضى ، فهل رحب احد الفرسان السياسيين وبارك بجهود هذه الجحافل المنطلقة بالفطرة نحوة تطهير البلد من المخلفات السياسية ، كلا .. لان الكروش تأكل اموال الشعب وتقذف مخلفاتها عليه ، كما وان امانة بغداد قد جندت كوادرها الآلية والببشرية في خدمة المواطن الا ان الفساد المقيت الناتج عن رؤساء القطعات الخاصة بالمناطق جعل عملها يتوقف بصورة جزئية ليؤثر بصورة مباشرة على وضع الشارع العراقي.
هذه الانتفاضة المدنية السمية الحقة من شانها ان تحدث تغيير جذري داخل نفس المواطن، وعلى الساسة توخي الحذر من ان ينتعش خيال المواطن ويبدأ بتنظيف بلده ابتداءا ً بالقاذورات انتهاءاً بالساسة الفاسدين حتى يشرق وجه العراق الجديد الذي طمرته اقدام السماسرة واصحاب اللوجستية الخارجة وكل من ساهم وسعى الى تدمير بلد الانبياء.
لا شك من ان هذه الفكرة النيرة هي سجية المواطن ولم ينتهجها بناءا على فكرة خارجية او مفهوم اجنبي بل هي روح العراقي النقي وما يفعله تجاه بلده هو ما يختلج داخله من حب واخلاص وتواضع ، فهل سيسعى الطاعنون بالعراق واهله الى وضع حد لهؤلاء المدنيين لمنعهم من مزاولة فكرتهم الجبارة وهل سيتصيدونهم بالكواتم والمفخخات لمنع وجود هكذا افكار من شأنها ان تغير العراق وتظهره بابهى صورة ، هؤلاء المدنيون ليسوا بحاجة الى دعم مادي او معنوي سوى توفير الامان لهم ليكونوا قدوة لمن دمرته العملية السياسة وخلفت بداخله شبح الخوف والفشل المستمر ، وليعمل الجميع كإخوة دون تمييز عنصري او مناطفي او طبقي وطائفي في سبيل رفع يافطة العراق الجديد بدستوره المدني الحقيقي وليس دستور بريمر المحرف على يد الساسة . |