أوجه أستفتائي هذا الى مفتي المجاهدين المسلحين الشيخ القرضاوي ، بأعتباره من كبير وعاظ السلاطين اليوم ، سيما وأنه يعتبر أمير قطر بمثابة خليفة المسلمين ، أو ولي أمرهم ، ومواقف الأمير معروفة في تقديم الدعم المادي والمعنوي للسلفيين أصحاب الفكر التكفيري ، و( للمجاهدين ) الذين يقتلون المسلمين الاخرين ، بمختلف وسائل القتل الحديثة والقديمة ، مثل السيارات المفخخة أو العبوات الناسفة ، وذبح ألأسرى من المدنيين أو العسكريين بالسيف ( الأسلامي المقدس ) ، وطلبا للثواب أكثر! لابد من فصل الرأس عن الجسد وعرضه أمام الكاميرات الجهادية ، مثل كاميرا الجزيرة أو العربية أو الشرقية أوالنهرين أوغيرها من الكاميرات ، كي تقرّ عين ولي أمر المسلمين ( حمد ) ، وتقرّ عين الشيخ القرضاوي مفتي الجهاديين وتقرعيون الجهاديين التكفيريين الآخرين في أنحاء العالم الأسلامي ، ومواقف الولي ( حمد ) والشيخ ( القرضاوي ) تشهد بها ساحات العراق وسوريا ولبنان والبحرين وليبيا وتونس ومصر واليمن وغير ذلك من البلدان الأسلامية التي هي تحت رعاية ولي أمر المسلمين ( حمد ) وفقيه الولي الشيخ ( القرضاوي ) ، وأبتدعت هذه الأيام طريقة جديدة في ( الجهاد ) ، ولو أنّ هذه الطريقة لها جذورها التأريخية ، وأول من أسسها الشيخة هند أم معاوية بن أبي سفيان ، أذ أقدم أحد ( مجاهدي ) النصرة المدعومين من الولي ( حمد ) وأسرائيل ، على قتل أحد الجنود السوريين ، فشق صدره وأخرج قلبه ومضغه نيئا ، وبذلك لم يخالف سنة سيدته هند عندما مضغت كبد الحمزة عم النبي نيئا بعد أستشهاده في معركة أحد .
أستفتائي الآن الى الشيخ القرضاوي : هل يحاسب الله تعالى يوم القيامة أمير قطر (حمد ) ؟
ربما يعتبر البعض سؤالي هذا أعتباطيا ، أو تندريا ، أستطيع أنْ أقول أن هذا السؤال تأريخي ، فقد طرح هذا السؤال لأول مرة من قبل أحد خلفاء الأمويين وهو:
( يزيد بن عبد الملك ) ، أذ أستفتى هذا الخليفة ألأموي فقهاءه :
هل يحاسب الله تعالى الخلفاء يوم القيامة على أفعالهم ؟
أفتى أربعون ( فقيها ) من وعاظ السلاطين في عهده ، بأنه لا حساب على الخلفاء يوم القيامة ، فقهاء وعاظ السلاطين اليوم ، يعتمدون على فتاوى السلف ( الصالح ) ، وسلفهم الصالح فقهاء السلطة في التأريخ ، أذ يفتون لسلاطينهم بما يشتهون من الفتوى ، ويطمئنون سلاطينهم أن لا حساب عليهم لأنهم أولياء الله على الأرض ، فيطلقون أيديهم في أنواع الجرائم والموبقات ، لأن ولي الأمر يعمل ما يراه صالحا لرعيته ، حتى لوأصدر حكمه وهو مخمور .
كان الخليفة الأموي او ألعباسي أو العثماني ، يعمل من أجل كرسيه فحسب ، ويسفك في سبيل ذلك الدماء ، كي يتفرد في الحكم ويحكم الملايين من الناس حسب هواه ويصرف أموال المسلمين ، حسب ما يريد ويشتهي من دون أنْ يحاسبه أحد ويدعمه في ذلك وعاظ السلطة ، ولا همّ له غير أنْ تطيعه الجماهير مهما يعيث في الأرض فسادا ، والّا فالسيف هو الحكم ، أذ تقطع رقاب المعترضين بالطريقة الأسلامية الحلال ، والفتاوى جاهزة لتجعل سفك دماء الناس حلالا وتقربا الى الله ، والويل لمن يعترض على حكم ( ولي أمر المسلمين ) ، حتى لو كان فاسقا فاجرا ظالما سفاحا هذه الثقافة الأستسلامية وليست الأسلامية هي المتوارثة من العهد الأموي وحتى نهاية حكم الدولة العثمانية ، ولا زالت هذه الثقافة هي السائدة في عقول شيوخ التكفير الذين يسفكون دماء الأبرياء من المسلمين اليوم .
أمير قطر ( حمد ) أحد ولاة المسلمين بالمنظور الفقهي لشيوخ التكفير ، وهو لا يختلف عن خلفاء الجور في التأريخ ، ومعه السلاطين الآخرين ، لكن الخليفة في قطر يزيد على خلفاء الجور في التأريخ ويتميز عنهم بشيئ ، وهو أن سلاطين الجور والظلم في التأريخ يعملون لأنفسهم فحسب ولأولادهم الذين يرثون الحكم من بعدهم الا ان الولي ( حمد ) يزيد عنهم في الصفات والدوافع ، فهو يتصف بصفة سلاطين الجور الذين يعملون لأنفسهم ، أضافة أنه الخادم المطيع لليهود الصهاينة في فلسطين أذ يعمل بجد وأخلاص لأرضائهم ، وتنفيذ أجنداتهم على الأرض ، ويصرف المليارات من دولارات نفط الشعب القطري ، لتحقيق هذا الهدف من غير حساب أو رقيب ، وهذا الدافع هو الذي يتميز به عن سلاطين الجور في التأريخ .
على ضوء هذا المعطيات نسأل كبير شيوخ وعاظ السلطان ( القرضاوي ) السؤال التأريخي الذي سأله يزيد بن عبد الملك الى ( فقهاء ) عصره :
هل يحاسب الله تعالى الأمير ( حمد ) يوم القيامة ؟!
أذا اردنا أن نستشف جواب الشيخ القرضاوي ، نعتمد على معطيين الأول تأريخ الفتوى لفقهاء السلطة ، والثاني سيرة وتأريخ وفكر الشيخ القرضاوي ، فهو من فقهاء السلطان بأمتياز، ويمثل الفكر السلفي التكفيري خير تمثيل ، هذا الكلام بالنسبة للشيخ القرضاوي ربما يعتبره مديحا ، ويفتخر بهذا التوصيف ، وهذا أمر يخصه ، الذي يخصنا أن نستشف فتوى القرضاوي بناء على المعطيين السابقين أرى أنه سيفتي أن الله لن ( يحاسب ) أمير قطر ! بل على العكس سيثيبه لأنه يقدم خدمة للأسلام والمسلمين ، وهذا الجواب هو ما يبحث عنه أمير قطر ( حمد ) ويريده ، وبحث عنه سابقا الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك ، فوجد جوابه عند أربعين ( فقيها ) من فقهاء السلطان .
طبعا هدف الخليفة الأموي أو العباسي أو العثماني هو حمل الناس على الطاعة فحسب ، ولا يحمل الحاكم الطاغوت في التأريخ ألأسلامي أكبر من هذا الطموح لكن الخليفة ( حمد ) طموحه اليوم أكبر من ذلك بكثير ، فهو يريد الطاعة العمياء ، ويريد أيضا خدمة أسرائيل على أحسن ما يرام ، أمير قطر يعمل وكيلا للصهيونية في المنطقة ، ويبذل مليارات الدولارات من أموال الشعب القطري لهذه المهمة وعلاقته الرسمية والخاصة ممتازة مع أسرائيل ، وقد أكد المسؤولون الأسرائليون ذلك وأكدته ليفني رئيسة وزراء أسرائيل السابقة أيضا ، من خلال زياراتها المتكررة لسمو الأمير ، وما دعم أمير قطر للجهاديين التكفيريين ألا تحقيقا لهذا الهدف ، لأن أمير قطر والتكفيريين يسعون جميعا لتحقيق هدف مشترك هو خدمة الكيان الصهيوني ، من خلال تمزيق وحدة المسلمين على أساس طائفي ، وتحويل الصراع من أسلامي صهيوني ، الى صراع أسلامي أسلامي ، والغاية النهائية تطبيع العلاقات مع أسرائيل ، وبيع فلسطين لليهود الصهاينة الذين تجمعوا من دول شتى هذه هي مهمة أمير قطراليوم يعاونه سلاطين الحكم في المنطقة ، مثل السعودية وتركيا أردوغان ، وسلاطين آخرين في السر أو العلن ، ومعهم وعاظ السلاطين مثل الشيخ القرضاوي .
مهمة قطر والسعودية وتركيا الأردوغانية تصفية المقاومة الحقيقية التي تقف بوجه أسرائيل ، وتنفيذ المشروع الأمريكي ألصهيوني لتقسيم البلدان العربية الى دويلات صغيرة على أساس طائفي ، بحيث لا تشكل خطرا في المستقبل على الكيان الصهيوني ، وهذا هو مشروع كيسنجر القديم ، الذي أحياه بايدن أثناء الغزو الأمريكي للعراق ، واليوم يريد تطبيقه المسلحون التكفيريون في سوريا ، والتكفيريون والبعثيون في العراق ، الذين أستغلوا تجمعات الأنبار لتحقيق هذا الهدف أذ تسللوا داخل صفوف المعتصمين لتحقيق أهداف ثلاثي الشر ( تركيا ، السعودية قطر ) ، بدفع من بعض السياسيين العراقيين المرتبطين بأجندة محور الشر .
هذه الفوضى الارهابية الدموية الطائفية ، التي يقودها أمير قطر بالتعاون مع السعودية وتركيا ، تأتي خدمة لأسرائيل وأمريكا ، أما فقهاء البعث والتكفير فيعتبرون عمل أمير قطرهذا جهادا وتقربا لله تعالى ، وبناء على هذه المعطيات وجهنا أستفتاءنا الى الشيخ القرضاوي ، ونأمل منه أن يجيب ، سيما وأنّ القرضاوي هو ( الفقيه ) الأقرب الى أمير قطر ، فهو مفتي البلاط الأميري ، وتكريما لدوره منحه الأمير الجنسية القطرية ، وللعلم فأن من هوايات القرضاوي هذه الأيام جمع أكبر عدد من جنسيات بلدان مختلفة ، وآخر جنسية حصل عليها هي الجنسية الفلسطينية .