حذرت المرجعية الدينية في النجف الاشرف من ردود الافعال ازاء حادثة قتل الجنود الابرياء في الرمادي و ان يكون الاعتماد على الاساليب القانونية و القضائية النافذة ازاء قتلت هؤلاء الجنود الخمس
وتطرق ممثل المرجعية وخطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال صلاة الجمعة اليوم 22/جمادى الاخرة/1434 هـ الموافق 3/5/2013 م لاربعة امور مهمة . :
الأمر الأول:
تحاول بعض الكتل الفائزة في انتخابات مجالس المحافظات الائتلاف مع بعض الكتل الاخرى لتقاسم المناصب وتحصيل النصف زائد واحد في مجلس المحافظة لتحرير هذه التقاسمات والمساومة فيما بينها لتحصيل كل كتلة ما تبتغي حصوله من المواقع المهمة.. نقول :
أولا ً : ان الفوز في هذه الانتخابات للكتل التي انتخبها المواطنون يحملّها مسؤولية شرعية ووطنية في اعتماد المعايير والاسس التي تتمكن من خلالها اداء هذه المسؤولية على الوجه المأمول وذلك من خلال اعتماد معايير الكفاءة والقدرة على اداء المسؤولية عند توزيع المناصب الحساسة والمهمة وخصوصاً موقع المحافظ ورئيس المجلس وغيرهما من المناصب ومقتضى تحمّل المواطن لمسؤوليته في المشاركة في الانتخابات وانتخابه للقوائم والاشخاص ........... وتحميله لهم المسؤولية والامانة هو ان ينحو هؤلاء منحىً مهنياً وصادقاً في التفكير في ايصال العناصر القادرة على تحمّل المسؤوليات المهمة في هذه المواقع لا التقاسم لها وكأنها غنائم كسبوها..
ثانياً : وان تعمل هذه القوائم على تشكيل حكومة محلية كفوءة وفاعلة وقادرة على اداء مهامها التنفيذية ويسندها مجلس بتشكيلة مريحة يمكن من خلال هذه التشكيلة دعم الحكومة المحلية بالقرارات والسياسات المطلوبة لانجاح الاداء ودعم هذه الحكومة في تنفيذ قرارات المجلس وتقديم الخدمات الاساسية للمواطنين.
ثالثاً : كما ان مقتضى المسؤولية الملقاة على عاتق القوائم الفائزة هو العمل على توفير اجواء الانسجام والتعاون فيما بينها بعيداً عن التنافر والتشاحن ومحاولة البعض لافشال الاخر حيث شهدت المجالس السابقة انسحاب بعض الكتل او بعض اعضاء المجالس من اجل افشال الجلسة وعدم انعقاد النصاب وذلك لافشال كتل اخرى ولو كان ذلك على حساب مصلحة المواطن ..
الأمر الثاني :
نقلت العديد من المواقع الخبرية حدثاً في سوريا يمثل صفحة مأساوية اخرى ومؤلمة يضاف الى الصفحات الدامية المستمرة في سوريا منذ عامين حيث تراق دماء الالاف من الابرياء في هذا البلد الشقيق.. وذلك بتفجير مرقد الصحابي الجليل حجر بن عدي (رضوان الله تعالى عليه) ونبش قبره..
ومن المعلوم والثابت في النصوص الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمتفق عليه بين المسلمين ان حرمة المؤمن ميتاً كحرمته حياً واذا كان حرمة المسلم العادي هكذا فكيف بحرمة صحابي جليل ابلى بلاءاً حسن في ايمانه ودفاعه عن الاسلام ..
الأمر الثالث :
ما يتعلق بالاحداث الاخيرة في محافظة الانبار وقيام بعض العناصر المسلحة بقتل الجنود الخمسة الابرياء..
ان التجربة والاحداث في العراق اثبتت ان الحوار والتفاهم بين الجهات المعنية في الدولة العراقية والمتظاهرين هو الحل الامثل ولكن من اجل ان يكون الحوار فاعلا ً ولتوفير الاجواء الايجابية المناسبة لإجراء الحوار لابد من الحفاظ على سلمية التظاهرات وابعادها عن المظاهر المسلحة والعناصر المسيئة التي تعتدي على الاخرين وتقوم باعمال اجرامية تؤدي الى توتر الاجواء وتشنيجها وكذلك طرح المطالب باساليب هادئة بعيدة عن الاثارة والاستفزاز وجرح مشاعر الآخرين..
ولابد – بازاء حادثة قتل الجنود الابرياء- من اعتماد الاساليب القانونية والقضائية النافذة بازاء قتلة هؤلاء الجنود لابد من تجنب ردود الفعل التي تؤدي الى تفاقم الازمة..وتعقدِّها..
الأمر الرابع :
هناك مطالب لكثير من المواطنين ومن شرائح اجتماعية متعددة ومنهم الذين يعملون باجور يومية او برواتب منخفضة جداً او نزلاء معسكر رفحاء وغيرهم.. فان هذه الشرائح وغيرها تشكو من عدم الاهتمام والاعتناء اللازم والمناسب لمطالبهم.. وسبق ان نبّهنا ان من واجبات المسؤولين في الدولة العراقية ومؤسساتها المختلفة هو النظر الى مطالب جميع مكونات الشعب العراقي وفي جميع مناطقه ومحافظاته بنظرة واحدة وباهتمام واحد وبجدية مع مطالب جميع المكونات ومن دون استثناء وتمييز بين بعض المطالب ومطالب اخرى على ان تكون منطقية (هذه المطالب) وضمن سقف الدستور والقوانين النافذة
وكالة نون خاص
|