بسم الله الرحمن الرحيم
استرق النظر..
من خلف رؤيا حمقاء البصيرة...
لحلم يشاكس الأحداق.وفي النفس منه لسعة من قلق..
وأُلقي السّمع لصوتٍ يعبثُ بفوضاي ، فيدركني نبض مدجّج بالآه ومثخن بالجراح..يغرس ذاته في طين أوصالي فأُورقُ وجعا...وأُثمر اشتهاءاً وابقى على قيد الخريف أحتضر....
من إمامي شوق يضّطرم، ومن خلفي حنين يحتدم ، وأثنائي حواسّ تثور تعلو تهوي ثم ترتطم...وأنا أتقلّب ما بين الحب والحرب..وقت تسكب من ماء ريقها المدّاح في اناء الوجد سعيرا ولظى.
وفراغ يملأني بالفراغ...
لا زالت تستبيح أحياء الليل ..تستلذّ القتل ...تناورنا على الشتات ..فـ - هي والحب - رغبتان عالقتان بطينتنا منوطتان بنا كقدرنا.
لا زالت رغم تآكل الوقت على صدر الأنام تبوح بسرّ الوجد وتغنّي...تغني احتراقاتنا اشتهاءاتنا انفعالاتنا غصّاتنا ..وكأنها الريح تنفث في كانون شتاءاتنا وتثير...ولا زالت ،وبكل عنفوان ورغم صرخات الأنين فينا ، لا زالت تسأل وتستكثر"أغدا ألقاك"؟
آآآهٍ يا سيدة الوجع !
كدت أن أبرأ.. أن أتعافى من عضال الحنين ..حتى شهقتِ بالوصال فاندلقت عليّ من قناني الذاكرة صنوف العذاب..وانهمر الماضي من ثقوب حروفكِ المجدّلة في قوافي "أغدا ألقاك" عَسِراً له نكهة الملح...
تساؤلات عادت لتفتح مدائن الشوق الغافية فيّ منذ عدة شتاءات بربرية...
فـ خفّي وطأةً يا سيدة البوح والنَوح..
فـ سؤالكِ الكظيم يضرب بي عرض الخيبة...يملأ فراغي بالفراغ ،يملأ طين الانتظار بالانتظار ويسخر، فها هو الماضي يعود لي برمّته وما عاد هو؛ ما عاد.
لا زلت انتظر غد اللقاء..لا زلت أتلمّس غفران الليل من ميثاق الوعد الغليظ ومن خطيئة الجنوح نحوه....لا زلت اذكر تفاصيل التفاصيل حتى كلّ كُلّي مني ومن ذكراه..
فـ هل يتغير يا كلثوم..!
أيتغير وجه اللقاء كلما امتدت بيننا المسافات..أم أن ملامحنا القادمة من أزمنة التخلّي والغياب قد تحجّبت ،واختفت نضاريسنا خلف أضواء السنوات الباهتة، والتهمتها كدرة وعلتها قَتَرَة... ، والنفوس - تلك العائدة من وراء الف ليلة وليلة بكماء ما خطبها أمطمئنة،مريضة، سافرة أم صادقة؟
يا ذاك القلب العصيّ عن الخفق لسواه..!
ألا زلت على قيد النبض ..ألم تتعثر بشهقتين ودمعة...أنسيت يوم هجر وتخلّى ورحل بلا وداع، انسيت ليلة ارتسمت الحياة دمعا على مفارقنا..؟
هو لن يعود ..
لن يعود يا قلبي..لن يعود يا كلثوم فلا تسألي ولو مرّ مئة غدِ أبدا لن ألقاه.
فلا زالت ليلة الفقد تُعيرني لون الخوف ..ولا زلت أجلس وحيدة بين ذات يمين وجعي ويسار حاجتي اليه..وبيدي قسيمة الوداع وحلم مشنوق وحب مرجوم بلا ذنب او خطيئة..ودمع ساخن ساخر.
أفبعد الذي انقضى سألقاه؟؟!
أحقا غدا سألقاك..!
أألقاك يا وجدي ، وهل يكفي..؟
أأنتَ أنتَ ام تشبهك؟
ألا ليتَ الزمان..
ألا ليت الزمان...
29/4/2013
|