يحكى أن أحد أئمة المساجد كان له مريد، يرافقه أينما حل وأينما رحل، من البيت الى المسجد ومن المسجد الى البيت ويقوم بشؤونه وخدمته، فلم يكن لهذا الشيخ الإمام غنى عن ذلك المريد.
إلا أن المريد كان بذيء اللسان فحاشا سبابا شتاما لعانا، يشتم الناس ويسبهم لأتفه الأسباب، فضاق الشيخ به ذرعا وكلمه عدة مرات بالكف عن شتم الناس، إلا أن المريد كان يتعلل أن لسانه قد أخذ على السباب والشتم فلا يستطيع إمساكه، فاقترح عليه الشيخ أن يضع تحت لسانه حبة باقلاء، وكلما أراد أن يشتم اصطدم لسانه بحبة الباقلاء فيتذكر ويتوقف عن الشتم، ونجحت الخطة، وارتاح الناس من شرور لسان ذلك المريد للشيخ.
والواقع: أن بعض إخواننا من المذاهب الإسلامية الأخرى يطالبوننا بوضع حبة باقلاء تحت لسان بعض رجال الدين الشيعة الذين يظهرون على شاشات التلفاز يسبون ويشتمون ويلعنون.
والمسألة بالنسبة إلينا سهلة إذ يكفينا كف من حبات الباقلاء لإسكات هؤلاء الشيوخ عن كيل السباب والشتائم للآخرين، لكن المشكلة في الطرف الآخر، فلو طالبنا عقلائهم بوضع حبة باقلاء تحت لسان كل شتام وسباب ولعان منهم، لاحتاجوا الى آلاف الأطنان من الباقلاء، ولتعرض العالم كله الى أزمة باقلاء.